الثورة أون لاين – نوار حيدر:
ضمن فعاليات المركز الثقافي العربي في كفرسوسة
أقيمت ندوة بعنوان: “موشور الرؤية الشعرية في شعر د.محمد سعيد العتيق” بحضور رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني، ونائب رئيس اتحاد الكتاب العرب السيد توفيق أحمد، وثلة من الكتاب والأدباء والشعراء.
قدم الندوة السيد سامر منصور، و شارك فيها الدكتور أحمد علي محمد، والأستاذ أحمد علي هلال.
– النص المراوغ..
أكد الدكتور أحمد علي محمد الأستاذ بجامعة دمشق وعضو مجلس اتحاد الكتاب العرب أن مصطلح المراوغة ليس مستقراً نقدياً، إنما هناك من نقل هذا المصطلح من جهة التنظير إلى التطبيق، فالمراوغة أو المخاتلة النصية تعني أن النص لا يعطيك الدلالة المقصودة بل يقرب الأشياء ويبعدها، فيوهم القارئ بدلالة قد لا تكون مقصودة أو مشاعر خذلتها اللغة.
فأي كتابة هي صراع بين القصد والإيجاز.. أي بين ما يقصد أن يقول وما قاله بالفعل.
النقد اليوم ليس فقط ليصنف الأعمال الأدبية بين جيد ورديء.
الناقد الحصيف هو الذي يستطيع أن ينقل النص من القوة إلى الفعل، والفعل الشعري هو صورة من صور الاتساق الجمالي.
الفهم العميق يستلزم أن يكوّن الناقد صورة شمولية عن النص، ويفهم في الوقت ذاته التفاصيل والدقائق التي يقوم عليها، فالناقد وسيط لأنه يغوص في التفصيلات، والقراءة النقدية محاولة للاقتراب باتجاه الجمال وهذا مطلب حيوي في حياتنا لأنه قوة محركة للحياة والشعر، وهو فائض جمالي يمكن نقله للآخر – المبدع الشاعر والقارئ – بشيء من اللباقة اللغوية التي تلامس الحقيقة.. فاللغة لها ثقافتها وامتدادها التاريخي، لها حيثياتها الحالية، لها مجالاتها التواصلية المستقبلية.
وقف د. محمد في ذلك على نص للدكتور العتيق بعنوان “فراشة الماء” والذي لامس بعض أوهاج الحداثة التي صورها بالموجة التي تحتاج إلى وعي وثقافة، إضافة إلى المسؤولية.
– العوالم الشعرية..
تناول مقرر جمعية النقد والدراسات في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين الناقد أحمد علي هلال العوالم الشعرية عند الشاعر محمد سعيد العتيق التي تجلت في محكياته الشعرية، إضافة إلى الدلالات التي حملتها قصائده ونصوصه التي تتواشد بنزوع صوفي أو بنزوع تأملي، بحيث نستطيع أن نحكم على هذه المحكيات من منظور قصيدة رؤية، من منظور التجريب الفني الذي يسعى إليه ويتوسله، وهذا التجريب هو مشروع في صلب مشروع الشاعر العتيق.
بدأ العتيق الكتابة بالومضات والتوقيعات وصولاً إلى القصيدة النثرية، واللافت في تجربة الشاعر هو محاولته الدائمة أن يختلف عن النسق الشعري السائد، وأن يقرب مفهوم الشعر التأملي وشعر الفكرة، وهذا ملمح في قصائده وسمتان دالتان فيه.
اعتمدت قصائده في شعرية الرؤية على إنجاز التعبير، وشعرية الرؤية هي محاولة القصيدة أن تتخطى زمنها بغير زمن لتشي بممكنات جمالية، يقف إزاءها الدرس النقدي نظرة فاحصة ليتأمل شرطها الجمالي، شرطها المعرفي، شرطها اللغوي وصولاً إلى شرطها الإبداعي.
– تجربة إنسانية..
فيما أوضح الشاعر الطبيب محمد سعيد العتيق أن اسم الندوة حملت عنوان كتاب للشاعر والأستاذ الجامعي في كلية الآداب في حمص الدكتور وليد العرفة جاء في ٣٥٠ صفحة تحدثت عن تجربة الشاعر العتيق كاملة.
تابع العتيق:
الشعر لدى الشاعر الحقيقي هو حالة من التجربة الإنسانية الكونية نتيجة معرفته بهذه الحياة.. معرفته بالكون.
فالشاعر هو رسام وفنان موسيقي يكتب ويرسم ويموسق الكلمات بشكل يناسب تطلعاته ورؤيته.
أكتب القصيدة بناء على تأمل أو رؤية أو حالة اجتماعية في المجتمع أو حالة جمال بشكل مختلف عن التقليدي، وبدلالات مفتوحة ليستطيع كل قارئ أن يفهمه بطريقته.
فالشاعر ابن الواقع يلتقط اللحظة ويوثق الحدث كاشفاً وفاضحاً الإرهاب، مؤرخاً حالة تاريخية واقعية صادقة لاشك فيها.
تخللت المشاركات قصائد شعرية ألقاها الشاعر العتيق نذكر بعضاً مما جاء في قصيدته(فراشةُ الماء ):
أينَ الرغيفُ
و كمْ أتى فجرٌ مخيفٌ
سامرَ الأرقَ المكابرَ
لاصفرارِ الليلِ
كانَ الوقتُ يهرَمُ منْ ضجيجِ
الصمتِ منْ نومٍ يمرُّ على النجومِ
و يختفي مثلَ الكلامِ
و مثلَ ألوانِ الجريدةْ