ليس رجماً بالغيب بالميداني ولا تكهنات قد تصيب او تخطئ لما هو آت لا محالة، توضحه وقفات العز والإباء الاحتجاجية ضد وجود الاحتلالين الأميركي والتركي وممارسات ميليشيا قسد في الشرق السوري وتدلل عليه وترسم آفاقه رسائل المقاومة المنهمرة في الجزيرة ، فصناعة النصر ومقارعة الاحتلال وصون وحدة الجغرافيا الوطنية يحترفها السوريون على مدى تاريخهم الغارز في الأمجاد الشامخ على التحديات ، فمن نسجوا من خيوط الصمود والتصدي للمخططات العدوانية بيارق عزتهم المشرفة وامتشقوا في قلب عتمة المؤامرات سيوف مقاومة الغزاة والمحتلين والانفصاليين، يجيدون في كل حين وفي كل مكان على اتساع خريطة وطنهم فنون إيلام المعتدين، مهما اشتد الاستهداف الإرهابي وتنوعت أساليبه وتعددت أشكاله .
ففي المشهد الشرقي من مشاهد الحرب الإرهابية المعلنة على الشعب السوري و التي تدير دفتها الإرهابية أميركا و ينفذ سيناريوهات الإرهاب فيها نظام تركي موغل بالإجرام وميليشيا انفصالية عميلة، تظهر بوضوح النيات الاستعمارية التي من أجل تحقيقها شنت الحرب الإرهابية على السوريين ، وتبدو بلا رتوش خداع او مساحيق تزييف المآرب الحقيقية من وراء تأجبج المشهد وتسخين الجبهة الشرقية بنار التصعيد العدواني .
و عندما تبلغ الجرائم المرتكبة ذروتها العدوانية بانتهاكات صارخة و ليس آخرها تعطيش أهلنا بالحسكة لأكثر من شهر وما يرافقها من أعمال لصوصية وسرقة للمقدرات السورية ،في كل ذلك وأكثر تتعرى النيات الاستعمارية، وتظهر على قباحتها الغايات القذرة ،فلم يعد يحجب الآثام المرتكبة غربال مزاعم أو تضليل وتعتيم أميركي وتركي، أو يطمسها تعويم ذرائع كاذبة .
فالمرحلة الحالية كونها الأخيرة من عمر الإرهاب على الجغرافيا السورية تحتم على واشنطن و النظام التركي اللص زيادة منسوب العربدة بلهاث محموم لاستباق الخسارة المحتومة و بالتالي الظهور السافر بكل قباحة على خشبة الجشع الاستعماري،، فليس مهماً في عرف أطماعهما أن تظهر عورات جرائمهما على الملأ ، طالما أن المجتمع الدولي يدفن مصداقيته وإلزامية قوانينه في رمال التبعية والارتهان ويتعامى عن الإجرام التركي الممارس ولا تهز ضمائر منظماته المعنية الانتهاكات والتعديات الأميركية المتمثلة بالسطو بالقوة على مقدرات الدول.
بعيداً عن المآرب الجلية من وراء تسعير جبهة الجزيرة من قبل قوى الإرهاب وأدواتهم ،فإن الحقائق سيصنعها أبناء الأرض الأباة ، ووحدها الأوهام الاستعمارية فقط ما سيرتطم بصخور وحدة الجغرافيا وترابطها وبالتاريخ المقاوم للسوريين.
حدث وتعليق – لميس عودة