تغيرت المعطيات في الخريطة السورية منذ بداية الحرب الإرهابية عليها، حتى اليوم بشكل كبير لمصلحة رجحان كفة الجيش العربي السوري في ميزان الميدان والسياسية، أمر عجز حتى الأعداء عن نكرانه، حتى باتت الأمور في خواتيمها، وحصر المعارك ضد التنظيمات الإرهابية في مربعها الأخير.
تلك المتغيرات باتت جلية في عودة جل الأرض السورية إلى سيطرة الدولة، وانحشار الإرهابيين وداعميهم في بقع جغرافية صغيرة إذا ما تمت المقارنة بتلك المناطق التي سيطروا عليها في أعوام 2013 حتى 2016 ، إلا أن البعض من تلك التنظيمات الإرهابية والذي احتمى مخادعاً من قبضة الجيش العربي السوري تحت رداء المصالحة، ما زال يعيش أوهام تلك السنين، ويمني النفس بدعم محتل وعدو “ساسه” لفترة طويلة من الزمن خاصة في المنطقة الجنوبية، حتى قام أبطال الجيش العربي السوري بقطع يد العدو الإسرائيلي الداعمة للإرهاب، وقطع طرق الإمداد بين الكيان الصهيوني وبؤر التنظيمات الإرهابية.
الجديد في الأمر، هو اعتقاد ذاك الإرهابي “المتصالح” كذباً مع الدولة، أنه بالإمكان إعادة الوضع في الجنوب السوري، وخاصة في محافظة درعا إلى المربع الأول، ما يعكس حالة الوهم التي يعيشها، وتكشف حالة عدم التصالح مع نفسه، إلا أن الواقع يخالف ذلك، وما يسعى إليه ليس سوى أضغاث أحلام، فالواقع في درعا يشي بذهاب الأمور إلى تسوية كبرى، وهدوء الأجواء فيها بعد إنجاز الجيش العربي السوري، واستهدافه أولئك الإرهابيين ممن انقلب ورفض التسويات السابقة، إلا أن قوة الجيش العربي السوري، والأمر الواقع يؤكدان أن “الباصات الخضر” بانتظار من يرفض التسوية والانصياع لسلطة وقوانين الدولة.
أجواء اليوم في مجمل الجمهورية العربية السورية، ليست كسابقاتها، لجهة الميدان، وحتى لجهة السياسة، فالانفتاح العربي والدولي على سورية، سواء سياسياً أو اقتصادياً وتجارياً، انقلب مئة وثمانين درجة عما كان سابقاً، والحكومة السورية، والجيش العربي السوري، أمام قرار لا رجعة عنه، وهو ضرورة تغيير المعادلة بشكل كامل، فالتوقيت، وتطورات الأحداث، ما عادت تسمح بوجود خروقات وبؤر إرهابية تعكس صفو ما يخطط للبدء بإعادة الإعمار، وإعادة العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار.
يسعى أعداء سورية واهمين، لخلط الأوراق مجدداً في سورية، مع إدراكهم ويقينهم أن بنيان الدولة السورية بدأ بالتعافي، وبدأت ساعة نهايتهم بالدنو من لحظاتها الأخيرة، لنراقب وننتظر قريباً صورة جديدة يرسمها أبطال الجيش العربي السوري، للوضع في محافظة درعا، ليتم نقلها من حالة الوهم التي يعمل الإرهابيون على إبقائها فيها وهي حالة المربع الأول في عام 2011 ، إلى الحالة العامة التي تعيشها سورية وهي المربع الأخير من عمر الحرب الإرهابية عليها… وغداً لناظره قريب.
حدث وتعليق -منذر عيد