” الدعم الملوث “

خلق الله الطبيعة ووزع الأعراق البشرية عليها، فكل جغرافيا لها ناسها ونباتاتها وكائناتها الحية وغذاؤها، وتكرست العادات والسلوكيات البشرية وفقاً للموارد الطبيعية المتاحة في كل منطقة من العالم، ولكن انفتاح الناس والتواصل ساهم في تبادل السلع والمنتجات، وتم التلاعب بالبيئة بنشر زراعات جديدة غريبة عن موطنها، كان نتيجته خللاً بيئياً، وبدأت الكوارث الطبيعية، وانتقلت الأمراض، وظهرت أمراض جديدة نتيجة ذلك .
ما سبق يقود إلى سلة الدعم الغذائية التي تقدمها الدولة، والتي على ما يبدو تقوم على أسس تجارية بحتة لا اجتماعية، تستفيد منها شريحة من التجار وبعض مفاصل القرار، لأن جميع مفرداتها مواد مستوردة (سكر ـ رز ـ شاي)، ولا توجد مادة منتجة محلياً، هذه المفردات تم تكريسها في أنماطنا الاستهلاكية رغم غربتها عن مجتمعاتنا، وتستنزف من موارد الدولة أرقاماً كبيرة رغم أن عدم إدراجها في سلة الدعم لا يُقلق أحداً، بدليل أن هذه المواد لم يتم توزيعها لعدة أشهر، ولم يُحدث ذلك خللاً في نظامنا الغذائي، ولم يقلق المواطن، لأنها بالأصل غير أساسية، وكان من الأولى دعم منتجاتنا المحلية وبطريقة مختلفة، فالقمح الذي يقوم عليه نظامنا الغذائي من خلال الخبز والمعجنات والمعكرونة وحوالي أربعين صنفاً يُنتج من القمح أولى بالدعم، ولكن ليس من خلال البيع للمواطن بأسعار مدعومة، بل من خلال الشراء من المزارعين بأسعار مرتفعة تجعل كل مَن يمتلك إمكانية زراعة القمح مزارعاً له، وهذا سيحقق وفرة عجزت السياسات الحكومية عن تأمينها خلال عشر سنوات من الحرب، ويمكن تحويل هذه الوفرة إلى قيمة مضافة يُمكن تصديرها إلى عدة دول ومبادلتها باحتياجاتنا، والأمر يُمكن سحبه على عدد من المنتجات المحلية.
آلية الدعم المتبعة هي أساس مشكلتنا، وكما أحدث تدخل الإنسان في الطبيعة خللاً بيئياً نحصد نتيجته كوارث طبيعية، أحدثت آلية الدعم ( التجاري ) خللاً في نظامنا الاقتصادي، ووطنت سلوكيات وافدة غريبة ندفع ثمنها اليوم، والغريب أن أصحاب القرار يرفضون حتى اليوم في التفكير بتقديم الدعم النقدي المباشر الذي من شأنه أن يلغي كثيراً من حلقات الفساد والمتاجرة والابتزاز والإساءة لسمعة الدولة، ومن شأنه أيضاً أن يصحح أنماط الاستهلاك، ويرشد الاستهلاك، ويلغي كثيراً من العادات الاستهلاكية السيئة، ويقلل من الاستخفاف بالمواطن .
لو تم توزيع نصف ما يخصص لدعم المحروقات والخبز بشكل مباشر، وتم تحرير أسعارها لكان وضعنا أفضل بكثير، ولكانت تغيرت سلوكيات الاستهلاك القائمة على المتاجرة، فالشخص المخصص بالبنزين مثلاً لا يترك مخصصاته، ولو لم يكن يحتاجها، ولكنه يأخذها ويبيعها، ولكن لو كانت الأسعار محررة ويحصل على الدعم المادي فإنه لن يترك مخصصاته فقط، بل سيرشدها وإن اضطر يوقف سيارته ويتخلى عنها .
مشكلة الدعم يتحمل مسؤوليتها أصحاب القرار والذي عبر أحدهم بالرد على سؤال لماذا لا يتم توزيع الدعم بشكل نقدي مباشر بالقول: “إذا وزعنا الدعم بشكل نقدي شو بدنا نشتغل نحنا” هذا القول يختصر مشكلة الدعم، ويعبر عن مكمن الخلل .

على الملأ – بقلم مدير التحرير معد عيسى

آخر الأخبار
الرئيس الشرع.. الاستثمار بوابة الإعمار واستقرار سوريا خيار ثابت المولدة تحرم أهالي "الصفلية " من المياه.. ووعود ! مسؤول العلاقات العامةلحملة "الوفاء لإدلب" يوضح لـ" الثورة" موعد الانطلاقة وأهدافها الرئيس الشرع : سوريا لا تقبل القسمة ولن نتنازل عن ذرة تراب واحدة الرئيس الشرع  يطرح رؤيةً لعهد جديد: سوريا في مرحلة مفصلية عنوانها بناء الدولة بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة تتبنى إعلاناً حول حل الدولتين توافق دولي في مجلس الأمن على دعم التعاون السوري – الدولي لإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية