الملحق الثقافي:نمر سعدي *
قل لي: عساكَ بحيرةٍ.. لأجسَّ نبضي
أو أحاولَ أن أطيرَ وأن أصيرَ عبيرَ أرضي
مفرطٌ أنا بالحساسيَّاتِ..
قلبي قبلةُ الأعمى وخاصرتي عويلُ الريحِ، أوغلُ في سرابِ الضوءِ..
أذهبُ في نهاياتِ الخريفِ، كمن يربِّي في مدى عينيهِ هاويتينِ..
واحدةٌ تراودهُ وأخرى للحنينِ المرِّ تفضي..
ضجرُ الحياةِ يطلُّ مثلَ زنابقِ الدربِ المغطَّى بالنجيلِ
وفي شقوقِ نوافذِ الزمنِ الذليلِ أراهُ يمضي
أنا مفرطٌ في كلِّ شيءٍ..
في تأمُّلِ قطَّةٍ ضلَّتْ طريقَ البيتِ
في فرحي وحزني وانتظاري، ما يهبُّ من النسيمِ الأنثويِّ
على جحيمِ الصيفِ
في تفسيرِ معنى أن تضيءَ غريبةٌ جسدي
وفي حدسي وهمسي
مفرطٌ في كلِّ شيءٍ.. كلِّ شيءٍ.. كالشتاءِ أو الخريفِ
كطائرِ الفينيقِ.. كالغيمِ الخفيفِ
ومفرطٌ في الحبِّ أو في المشيِ تحتَ الزمهريرِ
وفي البكاءِ الداخليِّ
وفي النداءِ على نساءٍ متنَ من زمنٍ بعيدٍ أو على صمِّ الرياحِ
لم أنتظر أحداً سوى الشَّبحِ الذي في آخرِ المعنى
ولم أكتبْ مديحاً في دمِ الرؤيا
ولم أشددْ سوى ملحِ الحياةِ على جراحي..
* شاعر من فلسطين
التاريخ: الثلاثاء3-8-2021
رقم العدد :1057