الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
حذَّرت الأمم المتحدة من أن عدد الضحايا المدنيين في أفغانستان وصل إلى مستويات قياسية في النصف الأول من عام 2021، مشيرة إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى بشكل ملحوظ منذ شهر أيار من هذا العام عندما بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها سحب قواتها من البلاد.
وتم تسجيل حوالي 5183 ضحية في الأشهر الستة الأولى من العام – بزيادة قدرها 47 ٪ عن عام 2020 – ووثَّقت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (UNAMA) في تقريرها بأن عدد الوفيات والإصابات المسجلة خلال شهري أيار وحزيران وحدهما هو 2392ضحية، وهو ما يقارب العدد الإجمالي للأشهر الأربعة السابقة، عندما تم تسجيل 2791 ضحية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان إن عام 2021 سيكون أكثر الأعوام دموية بالنسبة للمدنيين الأفغان منذ أن بدأت الحرب ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي للعنف في البلاد.
وأضاف التقرير بأن نصف الضحايا تقريباً كانوا من النساء والأطفال الذين قتلوا وأصيبوا بأعداد قياسية هذا العام. حوالي 32٪ من الضحايا كانوا من الأطفال، بينما 14٪ من النساء – بإجمالي 687 قتيلاً و 1722 جريحاً.
وقالت ديبورا ليونز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، في بيان صحفي: “أناشد طالبان والقادة الأفغان أن ينتبهوا لمسار القتال المروِّع وتأثيره المدمِّر على المدنيين”، وأضافت: “إن أعداداً غير مسبوقة من المدنيين الأفغان ستهلك وتتشوه هذا العام إذا لم يتم وقف العنف المتزايد”.
ورفض متحدث باسم قوات الأمن والدفاع الأفغانية خلال مؤتمر صحفي نتائج التقرير فيما يتعلق بسقوط ضحايا مدنيين وفقاً لقناة RTA التلفزيونية المملوكة للدولة، كما رفض المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد تقرير يوناما في بيانه الذي أصدره.
يذكر أن الانسحاب العسكري الأمريكي بدأ في نهاية نيسان عندما تحدث الرئيس جو بايدن: بأنه “حان الوقت لإنهاء الحرب إلى الأبد”.
هذا وتصاعدت أعمال العنف في أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة بعد أن شنت “طالبان” هجوماً كاسحاً بعد أيام فقط من بدء القوات الأمريكية الانسحاب بعد نحو 20 عاماً في أفغانستان، ووفقاً لصحيفة Long War Journal التي تتعقب الوضع الأمني في أفغانستان، أنه بحلول منتصف يوليو، ضاعفت “طالبان” أكثر من ثلاثة أضعاف عدد المناطق التي تسيطر عليها (من 73 إلى 221) منذ منتصف نيسان. وردت الولايات المتحدة بتكثيف الضربات الجوية الأمريكية لدعم القوات الأفغانية في الأيام الأخيرة، وقال جنرال أمريكي كبير إن ذلك سيستمر وإن الجيش الأمريكي نفذ هجومين على أهداف لطالبان لدعم القوات الأفغانية في ولاية قندهار.
وقال مسؤول دفاعي إن ثلاث من الضربات الأربع الأخيرة للولايات المتحدة استهدفت معدات تم الاستيلاء عليها، بما في ذلك معدات نُقلت إلى القوات الأفغانية التي استولت عليها “طالبان” أثناء تقدمها في جميع أنحاء البلاد، وقال الجنرال كينيث ماكنزي قائد القوات الأمريكية، إن “الولايات المتحدة زادت الضربات الجوية دعما للقوات الأفغانية خلال الأيام القليلة الماضية، ونحن مستعدون لمواصلة هذا المستوى المتزايد من الدعم في الأسابيع المقبلة حتى نهاية آب، إذا واصلت طالبان هجماتها”.
هذا ويشكك الكثير من الأفغان في مصداقية الولايات المتحدة وحقيقة دعمها للقوات الأفغانية لأنها تسمح بنفس الوقت “لطالبان” بالتمدد على حساب القوات الأفغانية، فهي كمن يلعب على الحبلين.
بقلم: جيفان رافيندران