الثورة أون لاين:
عقود من التعديات والمجازر الإسرائيلية المتواصلة بحق الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل وسط صمت دولي وانحياز أميركي تجسد بما تسمى “صفقة القرن” التي أعطت الضوء الأخضر للاحتلال للتمادي في عمليات الاستيطان وانتهاك حرمة المقدسات الفلسطينية.
وفي تحد سافر للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وفي مس خطير بمعالم الحرم الابراهيمي المدرج على قائمة مواقع التراث العالمي تواصل سلطات الاحتلال مخططها المزعوم لإقامة طريق وجسر استيطاني عبر تنفيذ حفريات في محيط الحرم بهدف تسهيل عمليات اقتحام المستوطنين له واستكمال الاستيلاء عليه وتغيير ملامحه التاريخية والحضارية.
سلطات الاحتلال التي أشرفت على ارتكاب مجزرة بحق المصلين في الحرم قبل 27 عاماً وراح ضحيتها 29 فلسطينياً وعلى حرق محتوياته ومقتنياته مرات عدة تصعد اليوم من سلسلة انتهاكاتها من منع رفع الآذان في الحرم إلى منع المصلين من دخوله وإغلاقه بذرائع وحجج واهية بغية استكمال مخطط تهويده والاستيلاء على ساحاته والمواقع التاريخية في محيطه.
وفي خضم تلك الجرائم ما يزال الصمت الدولي مطبقاً يعكسه عدم مساءلة سلطات الاحتلال على تلك الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ما جعل الاحتلال يتمادى في ارتكابها الأمر الذي بينته وزارة الخارجية الفلسطينية مراراً حيث طالبت بتدخل عاجل لوقف إجراءات الاحتلال التهويدية في الحرم الإبراهيمي التي تشكل اعتداء صارخاً ومباشراً على منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” وقراراتها.
الخارجية الفلسطينية طلبت أيضاً المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية باتخاذ ما يلزم لحماية الحرم وإعادته إلى واقعه التاريخي والقانوني الذي شوهته وسرقته قوات الاحتلال معتبرة عدم مساءلة سلطات الاحتلال على هذه الجرائم تشجيع لها على ارتكاب المزيد.
منظمة التحرير الفلسطينية بدورها رأت وفقاً لوكالة وفا أن إجراءات الاحتلال تهدف إلى تغيير ملامح الحرم التاريخية والحضارية والاستيلاء على ساحاته والمواقع التاريخية في محيطه بهدف تهويدها مطالبة بتطبيق قرار “اليونيسكو” الذي صدر عام 2017 واعتبر الحرم الإبراهيمي الشريف ملكية فلسطينية تراثية مهددة بالخطر الأمر الذي يلزم المجتمع الدولي بالتصدي لكل ممارسات الاحتلال التهويدية تجاهه ومنع ادخال أي تغييرات عليه.
وكانت اللجنة العليا لشؤون الكنائس في فلسطين المحتلة نددت باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الحرم الإبراهيمي الشريف وتشويه طابعه الإسلامي والحضاري مشددة على أن استهداف الحرم والاعتداء عليه يعتبر استهدافاً للمقدسات المسيحية والإسلامية في فلسطين وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض يومياً لانتهاكات الاحتلال في إطار تنفيذ مخططاته الاستيطانية والتهويدية.