الثورة أون لاين – دينا الحمد:
لم تكن وقفة أهلنا في مدينة الحسكة أمس الخميس هي الوقفة الاحتجاجية الأولى في المحافظة ضد جرائم ميليشيا “قسد” ومخططاتها الانفصالية، وضد الاحتلالين التركي والأميركي وسرقتهما للثروات السورية، ولن تكون الأخيرة، فقد سبقتها مئات الوقفات الاحتجاجية في عموم الجزيرة السورية، وفي مدن المحافظات الشرقية وأريافها من الرقة إلى أقصى قرية في البوكمال والميادين رفضاً لجرائم المحتلين والغزاة وأدواتهم العميلة ومرتزقتهم وإرهابييهم الذين يمنعون الخبز والماء عن الأبرياء.
وهذه الوقفات الاحتجاجية سبقتها أيضاً انتفاضات كثيرة ضد المحتلين وأدواتهم الانفصالية، وترافقت معها قيام المقاومة الشعبية التي بدأت توجع الغزاة ومرتزقتهم وإرهابييهم، وما جرى خلال الأيام والأسابيع القادمة من استهداف لعناصر “قسد” الإرهابيين وقتل العديد منهم وإصابة آخرين خير شاهد.
لقد رهنت تلك الأدوات العميلة كقسد الانفصالية مصيرها لواشنطن الباحثة عن مشاريع تقسيمية تحفظ لها مصالحها وأجنداتها المشبوهة وأجندات الكيان الصهيوني معها، ولذلك فهي تنفذ أوامرهما ومخططاتهما على أرض الواقع لنيل رضا البيت الأبيض والسي آي إيه والموساد، مثل تهجير أهلنا في الجزيرة من قراهم ومدنهم، وإحداث التغيير الديمغرافي ورسم خرائط المنطقة من جديد، دون أن يتعظ متزعموها من دروس التاريخ، التي تجزم بخسارة العملاء لكل شيء، وها هو درس أفغانستان ماثل أمامهم حين لفظت القوات الغازية لأفغانستان كل من عمل معها ونسق معها وترجم لها ولم تحافظ عليه، بل تركت البعض يسقط من طائراتها ولاقى حتفه دون أي مسؤولية أو رحمة حتى بعملائها.
احتجاجات أهلنا ضد المحتلين والغزاة وأدواتهم مستمرة حتى تحرير الأرض والإنسان واستعادة الثروات، وانتفاضتهم ومقاومتهم الشعبية ستتصاعد حتى تحقيق هذا الهدف الوطني مدعومين من الشعب السوري بكل أطيافه السياسية ومؤازرين من جيشهم الباسل ومؤسسات دولتهم، وعلى العملاء أن يدركوا أن الجسد الوطني السوري سيلفظ كل عميل ومرتزق، ولن تنفعهم تنفيذ أوامر من مشغلهم الأميركي، الذي سيتخلى عنهم بأسرع مما يظنون عندما يحين موعد رحيل قواته الغازية بالقوة، وها هو مشهد أفغانستان خير شاهد.
لكن يبدو أن الوقفات الاحتجاجية ضد الغزاة والأدوات تؤشر إلى أن المحتلين ماضون في مشاريعهم الاستعمارية ولن يتراجعوا عن إرهابهم واحتلالهم، وأن أدواتهم غير مستعدين أيضاً عن التراجع عن مواقفهم الخيانية، ولا التوبة عن مخططاتهم الانفصالية المشبوهة، وليسوا بوارد وضع مصلحة الوطن السوري فوق أي مصلحة ضيقة تحكم عقولهم، ولذلك يدرك السوريون في الجزيرة بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية هذه الحقيقة، ومن هنا قرروا المضي باحتجاجاتهم ومقاومتهم الشعبية وانتفاضتهم حتى تحرير آخر ذرة من التراب السوري من رجس الغزاة وإرهابهم واحتلالهم وسرقاتهم مهما كلفهم من تضحيات.