الثورة أون لاين – تحقيق – فادية مجد:
ما زالت أزمة النقل قائمة في مناطق محافظة طرطوس وأريافها دون أن تحرك الجهات المعنية ساكناً، ونحن اليوم أمام أزمة استعصى حلها منذ سنوات، وتكتفي تلك الجهات فقط بإطلاق التصريحات والوعود دون أن نجد على أرض الواقع حلولاً تعيد للمواطن كرامته وتخفف معاناته اليومية في رحلة الذهاب والإياب والركض خلف السرافيس والتدافع الذي يصل لمرحلة الضرب والشجار للوصول إلى باب السرفيس والشاطر من يسبق ويظفر بمقعد.
مشاهد لا تسر الناظر..
وفي جولة للثورة أون لاين لكراج مدينة صافيتا رأينا مشاهد لا تسر الناظر، المنتظرون في الكراج خلال الفترة الصباحية بالمئات، جميعهم مضطرون للذهاب إلى مدينة طرطوس من موظفين حيث أعمالهم ووظائفهم، ومرضى يقصدون المعاينة الطبية وطلاب جامعات وكل من يريد شراء وقضاء أمور هامة مكانها مدينة طرطوس.
تقول أم أحمد: هذه هي المشاهد التي اعتدناها وباتت جزءاً من تفاصيل يومنا لتزيد القهر والأسى في ظل أوضاع معيشية اقتصادية قاسية، فالسرافيس تتأخر في المجيء من كراج طرطوس صباحاً وبعضها الآخر لا يعمل على خطه، وهناك من يبيع مخصصاته ويجلس في بيته.
*حجة عدم وجود “الفراطة”….
أما عبير وأبو علي ومحمد فقالوا: انتظار طويل نقضيه تحت أشعة الشمس بانتظار سرفيس يقلنا لمدينة طرطوس، وما إن نلمح من بعيد سرفيساً بعد طول انتظار، حتى يبدأ الركض والتدافع وكأننا في معركة، دون مراعاة لكبير سن أو امرأة أو طفل، تلك المشاهد واليوميات نعيشها باستمرار، والذي يضاف لأوجاعنا المعيشية تحكم السائقين بنا دون أي التزام بالتعرفة.
وأضافوا: التعرفة الأخيرة التي أقرت ولمصلحة السائقين أصبحت من مدينة صافيتا إلى طرطوس ٤٧٥ ليرة
ولكن والكلام لمن التقينا بهم: من السائق الذي سوف يلتزم بتلك التعرفة؟! والحجة كما هو معروف جاهزة لديهم ( لايوجد لدينا فراطة؟!! )
*مشاحنات مؤكدة..
وتابعوا كلامهم قائلين: الذين أقروا تلك التعرفة ألا يعرفون مسبقاً أن المشاحنات ستجري بين الركاب والسائقين بسبب عدم إرجاع بقية المبلغ بحجة عدم وجود فراطة؟!… فلماذا يضربوننا (بجميلة كبيرة) وهم يعلمون سلفاً أنهم سيأخذون ٥٠٠ ليرة وحبة مسك من كل راكب.
*مشكلة ختم البطاقات..
أحد المراقبين السابقين في كراج صافيتا قال: سبب تلك الأزمة تأخر المسؤولين عن ختم بطاقات السائقين في كراج طرطوس، والتي تتم عند الساعة التاسعة صباحاً والمفترض بهم ختمها باكراً عند الساعة السادسة صباحاً ليتسنى لهم الوصول إلى كراج صافيتا ونقل الركاب دون أي تأخير، الأمر الذي يحل تلك الأزمة ومعاناة الركاب وانتظارهم الطويل..
*نقص الآليات..
رئيس مركز انطلاق كراج صافيتا “قصي نجم الدين سلمان” ورداً على تساؤلاتنا ذكر أن سبب الازدحام ومعاناة المواطنين المستمرة في كراج مدينة صافيتا هو نقص عدد الآليات مقارنة بحجم عدد المسافرين وخصوصاً بعد زيادة سعر مادة البنزين.
وأضاف قائلاً: أغلب الموظفين والمواطنين والذين يمتلكون سيارات خاصة كانوا يستخدمونها في تنقلاتهم إلى مدينة طرطوس وغيرها من مناطق المحافظة، ولكن مع ارتفاع أسعار البنزين أصبحوا يتركون سياراتهم في القرية ويستقلون السرافيس كونها الأوفر مقارنة بتكلفة سياراتهم من مادة البنزين.
*باصات النقل الداخلي هي الحل..
ورأى رئيس مركز الانطلاق في كراج صافيتا أن حل تلك الأزمة يكون بزيادة عدد الآليات أو فرز باصات نقل داخلي.
وعن التجاوزات التي تحدث من قبل بعض الخطوط التي تغير خط سيرها وتنقل ركاب مدينة صافيتا مستغلة أزمة النقل الحاصلة في كراج مدينة صافيتا أوضح أنه يحصل تطبيق سيارات من الخطوط الأخرى ويأخذ السائق مبلغ ألف ليرة من كل راكب لأن السائق يعود من طرطوس سيارته فارغة ليعوض خسارته نوعاً ما.
*إجراءات.. ولكن..
وبخصوص الإجراءات التي قاموا بها للتخفيف من أزمة النقل أشار “سلمان” إلى أنه تم التنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة لتخفيف الازدحام قدر الإمكان من خلال فرز من ٤ إلى ٦ سيارات شبه بولمان بالسعر النظامي بالتعاون مع مفرزة شرطة الكراج، موضحاً أن هناك مراقبة ومتابعة من قبلنا ومن قبل مفرزة شرطة الكراج لقدوم سيارات الخط إلى كراج صافيتا لأنها ملزمة بالتواجد بالكراج، مبيناً أن سبب تأخرها في الوصول وتأمين نقل الركاب من مدينة صافيتا باتجاه مدينة طرطوس تأخر ختم بطاقات السائقين حيث يتم ذلك عند الساعة التاسعة صباحاً.
*شبه بولمان..
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة طرطوس “حسان ناعوس” أوضح أنه تخفيفاً لأزمة النقل في كراج مدينة صافيتا صباحاً قمنا بتسيير باصات شبه بولمان من مدينة صافيتا باتجاه مدينة طرطوس ووضعها في الخدمة خلال أوقات الذروة صباحاً وذلك لعدم كفاية وسائل النقل من الميكروباصات العاملة على هذا الخط ( خط طرطوس _ صافيتا ) وقد شكل هذا الأمر حالة استقرار إلى حد كبير وتخفيف الازدحام.
وعزا ناعوس تحديد موعد ختم بطاقات السائقين عند الساعة الثامنة صباحاً إلى أنه إذا تم البدء بختم تلك البطاقات باكراً عند الساعة السادسة صباحاً فسيحصل على الأختام الثلاثة عند الساعة الواحدة ظهراً وعندها لا يتابع عمله على خطه وذروة العمل والركاب في ذلك التوقيت.