مع التحضيرات والاستعدادات التي تشهدها هذه الفترة من كل عام لتأمين مستلزمات بدء المدارس للطلاب، وما يتزامن مع هذه التحضيرات من تحضيرات أخرى لتأمين متطلبات المونة بمختلف أنواعها والتي تعد طقساً مميزاً من طقوس وعادات الأسر السورية في جميع المحافظات والمناطق، تشهد الأسواق حركة ملحوظة وإقبالاً متبايناً سواء كان ذلك بغية الاطلاع أو الشراء.
إذ إن العديد من الأسر تقوم بجولات عدة على الأسواق والمحلات وتطلع على الأسعار بما فيها لوازم المدارس من ملابس وقرطاسية، قبل عملية الشراء بهدف شراء السلع الأرخص، وتوفير أي مبلغ مادي مهما كانت قيمته لشراء سلع أخرى، حيث ضعف القدرة الشرائية لهذه الأسر مع ارتفاع الأسعار التي تتنافس فيها الأسواق حتى مع كثرة عملية العرض وانخفاض الطلب في أحيان كثيرة.
ومع فوضى الأسواق وتباين الأسعار بين مكان وآخر في ظل الحاجة الماسة للمواطن لتأمين احتياجاته وخاصة متطلبات المدارس والجامعات والمستلزمات الغذائية وغيرها، يحسب للكثير من الجهات سعيها للتدخل وتنظيم مبادرات عدة للتخفيف قدر الإمكان من صعوبة تأمين هذه المستلزمات حيث الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعانيها المواطن يومياً.
ويأتي إطلاق سوق العيلة في مدينة المعارض القديمة بدمشق والذي يتضمن العديد من الأجنحة كشكل مهم من أشكال السعي للتخفيف عن المواطن ولو قدراً بسيطاً من الأعباء الشرائية، مع تنوع العروض فيه والتنافس في الأسعار وتقديم سلع ومواد تلبي مختلف الاحتياجات، وتتيح مزيداً من الفرص لاختيار السلعة المناسبة وبسعر مناسب وجودة ونوعية جيدة أو مقبولة .
وهناك إقبال لافت يشهده السوق من قبل الأسر لشراء مستلزماتها وخاصة مع التخفيضات والحسومات التي تقدمها الشركات المشاركة فيه بما يحقق أهدافه، حيث البيع بشكل مباشر من المنتج إلى المستهلك من دون وسيط بحسومات تصل إلى 50 بالمئة أحياناً ما يزيد من نسبة الإقبال لجميع شرائح المجتمع.
كما أن هذا الإقبال يعكس أهمية إقامة أسواق كهذه وهو دليل نجاحها وتحقيق غايتها، الأمر الذي يعود بالفائدة على التاجر والمستهلك، وهي تخفف العبء بما في ذلك الأعباء المادية وتنقل بين الأسواق والمحال التجارية للحصول على الحاجيات، ما يؤكد ضرورة إطلاقها بين فترة وأخرى والتوسع في تنوعها وشموليتها، ودراسة وتقييم نتائجها للعمل على تنظيمها بصورة تحقق أكبر فائدة منها.
حديث الناس – مريم إبراهيم