توت بري رواية بطعم الجراح ..

 الثورة اون لاين- رشا سلوم

شكل الجرح السوري النازف منهلا للكتاب والمبدعين فكان الحبر الذي لون البياض من دم الفداء الذي اجترحه السوريون ..
في الشعر والصحافة والرواية وغيرها من فنون الابداع .
وربما كانت الرواية هي الأكثر حضورا في هذا المجال فقد صدرت عشرات الروايات بل ربما وصل الرقم الان إلى المئات ..بعضها ترك بصمة وشكل علامة تجاوزت واقعا روائيا ما ..
وبعضها الآخر ليس إلا سردا عاديا لا يقدم كثيرا ..
في صف الروايات المبدعة التي استطاعت أن توظف الوثيقة الورقية والافتراصية وتقبس من الواقع لتقدم حكاية هي جرح نازف ..رواية الكاتبة السورية فلك حصرية التي صدرت عن دار العراب بدمشق وحملت عنوان :بطعم التوت البري
الرواية ملحمة وطن لأنها من دم ونسغ أبناء الوطن هي نسيج متماسك في حكايا الحب التي لم ولن تنتهي في زمن الحرب ..أماكنها من الوطن إلى المهجر إلى البحر ومأساة الفقد وما في التفاصيل التي تشدك إلى آخر الخيط لأنها من يومنا من ألمنا مما نعانيه .
قصة الحب التي جمعت فهر مع ليلى ونسيج يطول يبدأ الحدث بعد أن تفرش الرواية الكثير من عبق الحب في التراث وبعد جولة في رحاب العطر المنسكب من تراث الماضي.
ليكون صاروخ الغراد الذي أصاب حيا شعبيا يسكنه البسطاء منطلقا لهجرة فهر إلى الشام..
انه العدوان انه الإرهاب الذي عقد العزم على موسم حصاد دموي لا تراجع فيه ولا مهادنة …
ومع كل الألم الذي يلف المشهد ثمة امل يكبر ثمة زرع هو المطر لعله يطهر ما في القلوب ..
المطر يتساقط كأغنية متوحشة..
ومطرك يتساقط في داخلي
كقرع الطبول الإفريقية..
يتساقط كسهام الهنود الحمر ..
حبي لك على صوت المطر .
يأخذ شكلا آخر
يصير سنجابا ..
يصير مهرا عربيا
تبحر الرواية في عمق المعنى في قصص حب عربية حقيقية تسردها لتكون رافدا للقادم ولعلها تخفف من وقع مأساة النهايات التي تحرم المحبين من أن يكونوا معا انه البحر انها الهجرة ..
في تغريبة الهجرة بين الدول الغربية تكشف الرواية الكثير الكثير فهذا الغرب ليس إلا طلاء زائفا للانسانية كدول لكن ثمة نفحات أخرى تجعلك تؤمن أن الخير مازال موجودا ولابد من التقاطه.
الرواية ملحمة حب وإنسانية جمعت مفردات العمل الإبداعي وشكلت لوحة متميزة في الأحداث ومصائر الشخوص والقدرة على التوثيق الذي انصهر في بنية العمل الروائي ليكون حبرا شاهدا على ما ألم بنا من مأسي الحرب .
رواية ليست بطعم التوت البري بل بطعم الألم والمرارة لكنها تفتح نوافذ الأمل..الوطن باق شامخ وسورية عصية على العدوان.

آخر الأخبار
توزيع ألبسة شتوية على مهجري السويداء في جمرين وغصم بدرعا   زيارة مفاجئة واعتذار وزير الصحة..  هل يعيدان رسم مستقبل القطاع؟   5 آلاف سلة غذائية وزّعها "الهلال  الأحمر" في القنيطرة آليات لتسهيل حركة السياحة بين الأردن وسوريا دمج الضباط المنشقين.. كيف تترجم الحكومة خطاب المصالحة إلى سياسات فعلية؟  قمة المناخ بين رمزية الفرات والأمازون.. ريف دمشق من تطوير البنية الصحية إلى تأهيل المدارس   زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي     تحسن ملحوظ في سوق قطع غيار السيارات بعد التحرير  "إكثار البذار " : تأمين بذار قمح عالي الجودة استعداداً للموسم الزراعي  دمشق تعلن انطلاق "العصر السوري الجديد"   من رماد الحرب إلى الأمل الأخضر.. سوريا تعود إلى العالم من بوابة المناخ   الطفل العنيد.. كيف نواجه تحدياته ونخففها؟   الجمال.. من الذوق الطبيعي إلى الهوس الاصطناعي   "الطباخ الصغير" .. لتعزيز جودة الوقت مع الأطفال   المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب"