الثورة أون لاين- محمود ديبو :
هو شعار لطالما تردد عبر سنوات طويلة للاستفادة من مخرجات التعليم العالي في تنمية المجتمع وتطويره من خلال الخبرات والمهارات العلمية التي تتخرج في الجامعات والمعاهد.
ولعله من البديهي أن يتم إطلاق مثل هذا الشعار والعمل عليه بشكل عملي وتطبيقه بما يخدم مسيرة العمل بمختلف المجالات الاقتصادية والمهنية والطبية والتعليمية والصناعية وغيرها من مجالات الإنتاج والخدمات المتنوعة، بحيث يتم الاعتماد على كوادر متخصصة وممتلكة للعلم والمهارة العملية والتطبيقية.
ولإنجاح تطبيق مبدأ (ربط الجامعة بالمجتمع) لا بد من تحديد احتياجات المجتمع من مختلف الاختصاصات بشكل دقيق، وبناء خطط وبرامج التعليم وفقاً لهذه الاحتياجات والبرامج لتقديم مخرجات قادرة على سد حاجة المجتمع في مختلف الاختصاصات، هذا من حيث المبدأ.
لكن وعلى مدى سنوات، لم نستطع تلمس معطيات تؤكد الذهاب بجدية واهتمام لتطبيق شعار (ربط الجامعة بالمجتمع) وخاصة بعد تخفيف حالة التزام الدولة بتعيين مخرجات التعليم في مواقع العمل والإنتاج والاقتصار على الالتزام بتعيين المهندسين والأطباء في المؤسسات العامة دون باقي الاختصاصات العلمية والمهنية.
وبذلك نجد أن هذا الشعار فقد الكثير من مضامينه، وابتعد عن الهدف الأساسي له، الذي يقضي بالوصول بالمجتمع إلى مصاف متقدمة يتحقق معها الازدهار وترتفع معها نسب التنمية.
إن ربط الجامعة بالمجتمع مبدأ غاية في الأهمية، يحتاج إلى عمل جاد وخاصة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها البلاد بما يهيِّئ للاعتماد على الذات في تأمين مخرجات تعليم بمختلف المجالات لسد الحاجة الماسة للخبرات والمهارات والعمالة التي ينتظرها الكثير من الشركات الصناعية والخدمية والإنتاجية والتعليمية لترميم النقص لديها واستكمال دورة العمل فيها.