تصرّ المجموعات المسلحة الإرهابية المتبقية في مدينة درعا على تعطيل الجهود والمبادرات التي تقدّمها الدولة السورية من أجل بسط الأمن والسلام واستعادة الحياة الطبيعية لهذه المحافظة الخيرة، متعمدة إبقاء الجرح السوري نازفاً خدمة لأعداء سورية، وهذا ما يؤشر إلى ارتهانها وعمالتها لجهات خارجية معادية وتنفيذها لأجندات لا تمت بصلة لمصلحة أبناء المحافظة الذين يريدون مزاولة أنشطتهم الحياتية في جو من الأمن والاستقرار والهدوء والسلام.
ليس خافياً على أحد أن الدولة السورية قدّمت كلّ ما تستطيع من الفرص والتسهيلات وأعطت الكثير من المهل لهؤلاء المسلحين الخارجين على القانون والنظام والوحدة الوطنية كي يعيدوا حساباتهم ويعودوا إلى رشدهم ويقلعوا عن رهاناتهم الخاسرة، إما عبر تسويات ومصالحات وطنية تضمن لهم تسوية أوضاعهم والعودة إلى الحياة الطبيعية كما جرى في العديد من المناطق، أو عبر الخروج الآمن من المناطق التي يتحصنون فيها إلى الشمال أسوة بمن رفضوا هذا النهج وآثروا الاستمرار في ضلالهم وعمالتهم تنفيذاً لأوامر جاءتهم من دول محور التآمر والعدوان.
يجب أن يعي هؤلاء قبل فوات الأوان أن الوقت ليس في صالحهم، لأن الدولة السورية مصممة على تحرير كلّ شبر من أرض الوطن من رجس الإرهاب والجهات التي تدعمه، ولا يمكن أن تترك هذا الوضع الشاذ في درعا يستمر إلى ما لا نهاية، والفرصة المتاحة اليوم أمام مسلحي درعا البلد لإنهاء الوضع المتأزم هناك قد لا تتكرر غداً، إذ لا مناص من استخدام الحل العسكري بالنهاية لقطع دابر حالة الإرهاب والفوضى وغياب القانون التي يتسبب بها هؤلاء المسلحون والتي تنعكس سلباً على حياة ومعيشة عموم الأهالي في هذه المنطقة، والجيش العربي السوري قادر على الحسم العسكري ويملك كلّ الامكانات لذلك، وإذا تمهل في اتخاذ هذا القرار فذلك حقناً للدماء وحرصاً على عدم سقوط أي ضحايا أبرياء.
لقد بالغ هؤلاء المسلحون في فجورهم واعتداءاتهم الجبانة على نقاط الجيش ومؤسسات الدولة، وتحديهم لإرادة المدنيين في المنطقة، وقد آن الأوان لهذا الوضع الشاذ أن ينتهي، فهل يستفيدون من آخر الفرص الممنوحة لهم وينقذون أنفسهم أم يهدرونها كما العادة تلبية لإرادة مشغليهم الذين سيتخلون عنهم في لحظة الحقيقة القادمة..؟!
البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود: