الثورة أون لاين- زهور محمد:
الفرحة أكبر من قلوبهم والخوف يقصف بركابهم فيمسكونها يثبتونها وعيونهم تنظر للأعلى وقلوبهم تتوسل وتناشد يالله .. هم ذاتهم من اعتادوا هذا الحديث لسنوات طويلة.. عندما هجروا من بيوتهم والرصاص يتصيد هذي الركاب ذاتها.. وعندما حشروا في أقبية لا نور فيها إلا نور الله في قلوبهم.. وعندما نزعوا من صدور أمهاتهم ولا زالوا يتأملون اللقاء.. وعندما تناثرت أشلاء رفاقهم على صداريهم وعلى وجوههم وعلى هذه الأيدي ذاتها وعندما.. وعندما.. نعم هم ذاتهم هؤلاء الأطفال الذين تشاركوا لثلاثة أيام لحظات من الفرح والحزن والخوف.. أطفال من عمر الثامنة وما فوق تحسبهم صغارا ولكن أفعالهم تطال السماء.. وشباب سوريون يقولون كلمتهم.. كلمة حق.. فاليوم يوم الانتقام، ولكن ليس بالرصاص وسفك الدماء إنما بالتطلع إلى المستقبل والعمل للوصول إلى ماوراء حدود البلاد هذا ما يسعى إليه أطفال وشباب ومهندسو المستقبل المشاركون في المسابقة العالمية للروبوت التي أقيمت في قصر للمؤتمرات.
زين العابدين وسوف هو أحد نجوم فريق جينيوس المشارك في البطولة: سعيد جدا” بالمشاركة سواء فزنا أم لم نفز لأنها تكسبنا خبرة وتزيد من معارفنا، وهذا ما أكدت عليه المهندسة هلا الدقاق رئيس هيئة التميز والإبداع عندما قالت: جميع المشاركين بمجرد وصولهم إلى هذه المسابقة هم فائزون لأنهم لم يصلوا إلى هذه المسابقة إلا بالعمل الجاد وبجهود مضنية منهم ومن المدربين وبدعم من أهاليهم.
بالتصميم والإرادة لا بد من الوصول إلى الهدف هذا ما قالته والدة يحيى وهو من فريق من الصم والبكم من نادي الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.. فكم من العمل المضني احتاجوا حتى وصلوا إلى منصة التكريم؟ فعلى هذه المنصة فقط لا داعي للغة الإشارة فدموع الفرح أبلغ في التعبير .. هذا حال فريق فتيات القوة وهو تعبير مجازي لأن جميع أعضاء الفريق فتيات فالتحدي مشاع للجميع ذكورا كانوا أم إناثا صغارا أم شبابا ليقدموا أنفسهم فأحسنوا الاختيار فكانت كما قال رئيس الحكام إنها مشاريع ترتقي لأن تكون مشاريع تخرج فالفخر لنا بمثل هؤلاء الشباب.. مثل هذه الفعاليات هي من يعيد لبلدنا ألقه وهي من يعبر عن حقيقة الشعب السوري الذي لم تستطع سنوات الحرب ان تقف في وجه طموح شبابه و لا أن تكم أفواه رضعه الذين بكوا وبكوا فكان في بكائهم نضال.
فلنخطوا بأبنائنا على هذا الدرب فهو المعبر الآمن للوصول إلى غد أفضل لنا ولأبنائنا على الدوام .