الثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
بشغف كبير يحملونه بين الضلوع يقفون على خشبة مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون ليقدموا أجمل ما لديهم بحب كبير وحماس ، إنهم جوقات الكورال المشاركة ضمن (ملتقى الجوقات السورية) الذي يُقام خلال الفترة الواقعة بين السادس والتاسع من الشهر الحالي ، ويشارك فيه عشر جوقات من عدة محافظات ومدن سورية (حلب ، اللاذقية ، طرطوس ، حمص ، صافيتا ، يبرود ، دمشق) بمعدل جوقة من كل مدينة عدا دمشق التي يشارك منها ثلاث جوقات إضافة إلى جوقة مار افرام السرياني ، ليكون المجموع النهائي عشر جوقات كورال تُقدم كل منها برنامجها الخاص ، وضمن هذا الإطار يشير المايسترو آندريه معلولي المدير العام للهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون إلى أن الملتقى أطلقته دار الأسد عام 2017 ضمن أصعب الظروف وعاودت تنظيمه هذا العام أملاً في أن يصبح تقليداً سنوياً .
شدت في اليوم الثاني من الملتقى ثلاث جوقات كورال (قوس قزح ، جوقة كنيسة أم الزنار من حمص ، جوقة حنين من صافيتا) ، والبداية كانت مع جوقة (قوس قزح) بقيادة المايسترو حسام بريمو ، التي قدمت بمشاركة العازفين اياد جناوي (بيانو) ورأفت بوحمدان (بزق) ، أحمد ديراني (إيقاع) مجموعة منتقاة من أغنيات حول العالم وبلغاتها ، فتنقلت من (بامبا) الاسبانية إلى (الأرض الأم) اليابانية وأغنية (مشاعر الحب) الإندونيسية ومن التراث الكازاخستاني غنوا (الحياة الزائفة) والتي جاءت بتوزيع لحسام بريمو ومن التراث الأرمني (اقرعوا الأجراس) ، ومن ثم جاءت (رياح الشمال) باليوناني والختام مع (السلطة الإيطالية) ، وقد اختارت الجوقة الذهاب نحو الأصعب في الأداء من خلال اللغات المختلفة التي غنت بها إضافة إلى الهارموني في توزيع الأصوات ، كما بدا الحرص واضحا على تناغم الرؤيا البصرية مع الأغنيات المقدمة بما يخدم البرنامج والجو العام ، حيث رافقت كل أغنية خلفية يعرض عليها صوراً عن هوية ومعالم البلد الذي يتم الغناء بلغته .
أما جوقة (السيدة العذراء أم الزنار للسريان الأرثوزوكس) من حمص بقيادة اسكندر يشوع ومشاركة العازفين جميل عماري (كمان) وماريو بطرس (بيانو) وجورج رومية (ايقاع) فغلب على ما قدمته التراث الذي تفاعل معه الجمهور بحرارة ، حيث غنت لزكي ناصيف والسيد درويش ومختارات من التراث السرياني وأغنية (عالمايا) من التراث السوري إضافة إلى (مراكبنا عالمينا) و (ووطني) للأخوين رحباني . في حين سعى كورال (حنين) من صافيتا إلى التنويع فيما قدم بما في ذلك الأغنيات الحديثة المنتقاة والموزعة بطريقة كورال هارموني وقد جاءت الأغاني العربية بتوزيع ماهر رومية ، وشارك في العزف كل من العازفين اياد جناوي (بيانو) ومازن حمزة (إيقاع) وماهر شروف (غيتار باص) ، ومما قُدم أغنية (وحدن) لزياد رحباني ، (مين اللي قال) ألحان خالد رزق ، (تقول أهواك) ألحان وائل أبو نوار ، (بكرا شي نهار) لزياد بطرس ، (هذه الروح) لإياد الريماوي ، (بقعة ضوء) لطاهر مامللي ، وفي كل منها بدا واضحاً تقنية الصوت التي تم الشغل على أساسها حيث ضم الكورال هارموني من عدة أصوات .
وضمن هذا الإطار يبقى إقامة ملتقى تشارك فيه مجموعة من جوقات الكورال خطوة في طريق إغناء الحياة الموسيقية كما يعتبر فسحة أمام الجمهور لمتابعة أنماط وأساليب مختلفة ومتعددة والتعرف على جوقات كورال من مختلف المناطق السورية .