الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
شغله جمال بيئته الجبلية الساحلية عما سواها فتماهى معها رغم الألم الذي يحفر عميقاً، حتى غدا شعره ألوانا وإيحاءات ودلالات.. وأما لغته فهي شفيفة رفيفة.
الشاعر حيان الحسن كانت لنا معه هذه الوقفة.
-* لكل شاعر طقس خاص لكتابة الشعر.. ما هو طقسك المفضل؟.
ليس لي طقس معين ربما أنا أختلف عن معظم الشعراء،
ولأنني نشأت في بيئة جميلة تكاد من جمالها تنطق، بيئة صنعها الخالق ألا وهي البيئة الساحلية فأنا نشأت بين الجبل والبحر وكلاهما كافيان لأن يجعلاني أتماهى في جمالهما وأتوه بين الخضرة والزرقة، فأين ما وقع بصري تتراءى لي ساحرة وتحت ظلال كل شجرة هناك قصيدة تولد.
-* كيف تكتب؟ ولمن..؟
أكتب بروح تألمت كثيراً وعانت من الفقد، فقد الأحبة، واستمرت رغم العتمة بمواصلة التقدم، روح حالمة متوهجة لا تعترف بالهزيمة، لأن هناك فسحة من الأمل والهدف ليس مستحيلاً طالما العزيمة موجودة والتصميم موجود،
أنا أكتب لكل الحالمين ولكل المتعبين، إن صح التعبير للعاشقين السائرين في دروب الهوى، أكتب إحساسهم وآلامهم ونجواهم، أكتب للصابرين على قسوة الحياة الطامحين لغدٍ أفضل، أكتب للراحلين في ذاكرة الأبدية
وللطفولة الحالمة البريئة فهي تجعلني أسترجع ذكريات طفولتي البائسة وأغوص في عالمهم المليئ بالسحر.
-* أنت تميل إلى القصيدة الغنائية، ما سر ذلك.. هل لأنها ما زالت الأقرب إلى قلوب الناس..؟
لا أعرف ما السرّ في ذلك فأنا أدمنت كتابة القصائد الغنائية وقد يكون العامل الرئيسي في ذلك هو أنني منذ الصغر كانت القصائد الغنائية تستهويني وكتبت عدّة قصائد في المرحلة الإعدادية ولكن لم أنشرها مخافة أن تكون غير ناضجة.
لا شك القصيدة الغنائية لها جمهورها الخاص وتكاد تكون في المقدمة لأن لها سحر ووقع في أذن الناس فأكثرهم يميل لها هذا أولاً ولأنهم في أمس الحاجة لهذا النوع من القصائد لأنها تلامس مشاعرهم وتريح أسماعهم.
-* يقع على عاتق الكاتب حمل هموم المجتمع.. هل يستطيع النص الشعري حمله، وتقييم الفساد الذي ينخر فيه..؟
الكاتب مسؤول كل المسؤولية عما يجري حوله وفي مجتمعه وإذا نأى بنفسه عن حمل هموم الناس والقضايا التي تواجه المجتمع فبرأيي لا يستحق شرف المهنة، الكتابة مسؤولية وتستوجب أن يكون الكاتب يتحلى بالجرأة والشجاعة وأن يتسلح بالعزيمة والإصرار
لا أعتقد أن هناك كاتباً يستطيع الوقوف مكتوف الأيدي إزاء الأخطار. والكوارث التي تحوق بمجتمعه، فلا بد له من التفاعل مع كل الحوادث التي يشاهدها وتؤثر فيه.
بالنسبة للنص الشعري فأعتقد أن الشاعر قادر على أن يجعل من نصوصه مرآة المجتمع ويعكس الصورة الحقيقية لأحوال الناس فهذا يتطلب إبداعاً من الشاعر
فهو أشبه برسام يمزج ألوانه بريشةٍ سحرية ويضفي على لوحاته ألقاً وجمالاً أخّاذاً.
– * قصائدك ملآى بالصور الشعرية.. كيف تفتح للقارئ نوافذ يطل منها على الحياة..؟
حتى تكون القصيدة مكتملة وتصل للقارئ سريعاً يجب أن نكثر فيها الصور الشعرية التي هي بالأساس من مقومات القصيدة الناجحة وكل قصيدة لا تحتوي على الصور الشعرية هي نظم لا أكثر، فالقارئ اليوم أصبح يميز الجميل من القبيح وصار يفرز وينتقد ويشير للأخطاء ويحاور لأنه في النهاية هو الحكم.
وأنا من خلال قصائدي والمواضيع التي أكتب فيها إنما أكتب ما يجول في خاطر القارئ وما يحس به، أشعر بحزنه وفرحه وحتى ضجره، أنا قريب منه وأعرف ما يحرّك مشاعره وأسافر به لفضاءات رحبة وأعبر بأحلامه واحات الحب، وأفتح له نوافذ الحنين وأتركه يسرح بخيالاته ويفرش شواطئه بالأماني،
قصائدي كفيلة أن تجعل القارئ يسافر مع حروفها ويعيش لحظاتها بشغف ويتفاعل مع أحداثها.
* لقد قمت بتوزيع أعمالك الأدبية على المكاتب والمدارس مجاناً.. ما الذي دفعك إلى القيام بهذا العمل..؟
توزيع دواويني مجاناً هي فكرة استهوتني منذ فترة بعيدة ولسبب ما لم أقم بتنفيذها إلى أن جاء الوقت المناسب فقمت بهذه المبادرة وما دفعني حقيقة عدّة أسباب منها تعريف القراء بي وبأسلوبي وبكتاباتي واقتناء دواويني، وإيصال حرفي لأكبر شريحة من المثقفين والمهتمين وأن وأتقرب من القراء ، وتكون الدواوين مجانية فالغالبية ليس بمقدورهم دفع ثمن الديوان أو الكتاب فقمت بتوزيع ما يقارب الثلاثمئة ديوان بالمجان طبعاً العناوين مختلفة ولعدة مكتبات ومراكز ثقافية ومدارس ولا أزال أقوم بالتوزيع فالمبادرة ما زالت مستمرة حتى نفاذ الكمية الموجودة لدي.
-* ما هي آخر أعمالك الشعرية؟
لدي الآن ديوان قيد الطباعة سيصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق بعنوان (مراثٍ لأيام هاربة) وهو عبارة عن نصوص نثرية توزعت قصائد الديوان بين الغزلية والوجدانية والذاتية ولي ديوان آخر هو عبارة عن قصائد مترجمة من الشعر الفارسي أيضاً قيد الطباعة.