لن يموت أحد من الجوع هذه حقيقة ليست وليدة اليوم بل هي عبر التاريخ، مشفوع ذلك بالقول العامي (الفقر لا يتعدى على أحد) بمعنى من يسع للعمل فإنه سيجده..
ولكن أيضاً يجب القول إن الفقر والعوز يتركان الآثار الاجتماعية الكارثية التي يجب على المؤسسات الحكومية والمجتمعية العمل على بلسمتها، وهذا دور يجب أن تقوم به الحكومات قبل المجتمع الأهلي.
اليوم نعاني ضائقة كما قلنا لم تكن لولا الحصار والحرب العدوانية.. ولكن ماذا عن تقصيرنا نحن وعجزنا وتخاذل الكثيرين منا ..ماذا عن الكثير من الخطط الوهمية التي كلما اقترب موعد تنفيذها تم إبعادها وطرح غيرها على مبدأ تقريب البعيد وإبعاد القريب المستحق..
هنا يحضر ما كان الكثير من المسؤولين الحكوميين يرددونه (بدأت عجلة الإنتاج بالدوران.. مسؤول ثان: لم تدر عجلة الإنتاج وتحسين الوضع المعيشي صعب.. مسؤول ثالث: ستدور عجلة الإنتاج وتتحسن الأحوال).
سمفونية تتردد منذ ست سنوات.. لا ندري ماذا يعني انطلاق آلاف المعامل الصغيرة والورش.. التصدير ..غير ذلك.. هل هذه خارج عجلات الإنتاج؟
المواطن لم يلحظ فعلاً تحسناً على أرض الواقع لا من إنتاج ولا من تصدير.. والدليل على ذلك الارتفاع المرعب في الأسعار وضعف القوة الشرائية التي أكلت كل شيء..
أنتج ما أردت وصدر ما يحلو لك.. لكن ماذا يعنيني إذا لم ألمس ذلك بمفردات حياتي اليومية؟
ببساطة ثمة غول يأكل كل شيء، إنه الجشع.. الفساد.. غياب الضمير، وهذا جزاؤه الضرب بيد من حديد والمحاسبة الصارمة ..وإذا لم يحدث ذلك فسوف تبقى العجلة التي يتحدثون عنها مثلثات حادة الزوايا غاصت عميقاً في التربة ولا يمكن أن تغادر مكانها.. هل رأيتم مثلثاً يدور؟
دوّروا المثلثات عبّدوا الطرقات بالعمل والمحاسبة ولسوف يسقط كلّ حصار وأوله حصارنا لأنفسنا.. يقيني أنها ستدور وسترقى بها الريح جذلى.
كلمة الموقع – ديب علي حسن