يجهد النظام التركي نفسه ليستمرّ في احتلاله للأراضي السورية في مناطق الشمال، بل والتوهم بضمها إلى كيانه، مستغلاً صمت المجتمع الدولي عن احتلاله وجرائمه بحق السوريين من جهة، ودعم واشنطن والكيان الإسرائيلي لمخططاته العدوانية من جهة أخرى.
لكن هذا النظام، الذي يخالف بشكل فاضح قرارات الشرعية الدولية حول مكافحة الإرهاب، ويغزو الأراضي السورية، ويسرق الثروات، وينشر خطط “التتريك” والفوضى الهدامة عبر دعمه التنظيمات المتطرفة كجبهة النصرة المصنفة على لوائح الإرهاب الدولي، وعبر تحويل بلاده إلى خزان للتطرف والإرهاب الذي يشكل تهديداً للسلم والاستقرار في المنطقة برمتها، لا يدرك أن السوريين الذين دحروا الإرهاب في معظم جغرافيتهم قادرون على لجم مخططاته، وأن ساعة الحقيقة وتحرير الأرض قادمة مهما كانت التضحيات.
اليوم يستبق هذا النظام لقاء رئيسه أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليروّج الأكاذيب ذاتها التي درج إعلامه على بثها، مثل محاربته الإرهاب وحرصه على السوريين وحقوقهم، وتباكيه على أوضاع اللاجئين والمهجرين وعودتهم، وهو يعلم علم اليقين أنه من عرقل عودتهم وتاجر بمآسيهم وهدد الأوروبيين بإغراق دولهم باللاجئين وابتزازهم بورقتها.
ويعلم هذا النظام المحتلّ أيضاً أن سورية وحلفائها لن ينتظروا طويلاً على احتلاله للأراضي السورية بحجة الأمن التركي المزعوم، وستحين ساعة تحريرها عاجلاً غير آجل، ولهذا أدانت سورية في بيانها الأخير الممارسات التركية العدائية وأكدت حقها في الرد عليها ووضع حد لها وتحميل النظام التركي كامل المسؤوليات القانونية والسياسية والمالية التي تفرضها مبادئ القانون الدولي ذات الصلة، واعتبرتها عملاً عدوانياً وخرقاً لسيادتها واستقلالها وجزءاً من السياسات العدوانية التي ينتهجها النظام التركي منذ أكثر من عشر سنوات.
كما ويدرك النظام التركي الواهم باستمرار احتلاله للأراضي السورية أن حلفاء سورية تتطابق وجهات نظرهم مع الحق السوري، ومن هنا جاء تصريح الرئيس بوتين ووضعه النقاط على حروف الوجود التركي في الأراضي السورية برمته، وتأكيده على أن بعض الأراضي في سورية ما زالت محتلة من قبل قوات أجنبية، ما يعتبر مشكلة أساسية أمام تنفيذ التسوية السياسية في سورية وعودة المهجرين إلى ديارهم والبدء بإعادة الإعمار، في إشارة واضحة لقوات الاحتلالين الأميركي والتركي اللتين دخلتا الأراضي السورية غازيتين وبدون طلب رسمي من دمشق، وأنهما تدّعيان محاربة الإرهاب في الوقت الذي تدعمانه وتواصلان إرهاب السوريين وسرقة ثرواتهم، وتدمير مدنهم وقراهم والمتاجرة بمآسيهم.
بقلم مدير التحرير أحمد حمادة – من نبض الحدث