مشهد يتكرر كلّ عام أثناء تقدم الطلاب لمفاضلة القبول الجامعي، وواقع تواجهه أغلبية الأسر في معركة تحديد مصير الأبناء، تحت وقع رغبات الأبناء وحلم الآباء.
يقف بعض الطلاب أمام ورقة المفاضلة الجامعية عاجزين عن التصريح برغباتهم، تحت ضغط الآباء وسلطتهم وقسرهم التربوي بفرض تخصص ما، ربما لتحقيق حلم عجزوا عن الوصول إليه، أو لأنهم يرون فيه ضماناً لمستقبل مهني واعد مادياً واجتماعياً.
مهما كانت مبررات تدخل الآباء في تقرير مصير الأبناء، فهو تدخل سلبي ومرفرض ويتنافى وأدوارهم وحدود مسؤولياتهم ويترتب عليه عواقب ربما لا تقف عند فشلهم واخفاقهم في دراستهم الجامعية مروراً بشعورهم بالإحباط، بل أيضاً فقدان ثقتهم بأنفسهم وعدم جدارتهم لتحمل مسؤولياتهم.
وفي السياق ذاته نجد بعض الأبناء كثيراً ماينكفئون عن متابعة تعليمهم الجامعي تحت ضغط أسرهم، رغبة في توريثهم مهنهم مبكراً انطلاقاً من قناعتهم بأن دخول أبنائهم سوق العمل وميدان المهنة معهم كفيل بإكسابهم ألف باء هذه المهن، وبالتالي التحصيل المادي السريع ومعاناة أقل من معاناة أؤلئك الشباب الذين حصلوا على شهادات عليا، ولم يجدوا عملاً يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم الحقيقية.
أغلب الأسر ما زالت تعاني من أزمة وعي بشأن تحديد مستقبل الأبناء، وحتى يكون الآباء والأمهات أولياء أمور رائعين، عليهم بالنصح والإرشاد والتوجيه وتهيئة الظروف المناسبة لمساعدة الأبناء في اتخاذ قرارهم المصيري في اختيار مهنة المستقبل، وهم وحدهم يعرفون إمكانياتهم وقدراتهم، ويمتلكون الإرادة والتصميم لتحقيق أحلامهم.
عين المجتمع – رويدة سليمان