هي المشكلة ذاتها والمعاناة اليومية التي لم تعد تقف عند حد معين من الصعوبات والضغوطات، بل بدت في تفاقم لتعكس أعباء أخرى ترخي بثقلها على كثير من الأعباء والمشاكل التي تثار على مدار أيام الأسبوع وساعات اليوم نفسه لتصبح معاناة الساعة ، دون أي حلول أو حتى بوادر ما تنبئ بإيجاد ما يمكن أن يحد من المشكلة.
إذ أخذت مشكلة النقل والتنقل أبعاداً أخرى، فلم تعد مجرد صعوبة في تأمين وسيلة نقل للوصول للمقصد والمكان المطلوب، بل أصبحت الحديث اليومي، والهم المتجدد، خاصة مع بدء العام الدراسي وعودة الطلاب للمدارس والجامعات، حيث ساهم ذلك في خلق مزيد من الازدحام والفوضى في ما يتعلق بحركة السير وخطوط النقل المختلفة.
كما أن الحديث وتناول المشكلة ليس بجديد أبداً، فطرح ذلك أصبح متداولاً بشكل اعتيادي، ويتصدر جدول اجتماعات الجهات المعنية بمشكلة قائمة وواضحة للعيان، حتى مع الكثير مما يصدر عن هذه الجهات التي تناقشها من وعود وتصريحات باتخاذ إجراءات أو مقترحات من أجل الوصول لحلول تخفف من حجم المعاناة اليومية معها.
ومشاهد الازدحام المنتشرة على الطرق وفي نهايات خطوط النقل وفي مختلف الكراجات وأماكن تجمع وسائل النقل المختلفة هي بحد ذاتها خير شاهد على تفاقم المشكلة ونتائجها التي ترهق الجميع صحياً ومادياً، حيث العشوائية وعدم تنظيم حركة السير والتنقل التي تحتاجها مختلف فترات اليوم، خاصة ذروة الازدحام في فترتي الصباح وبعد الظهر.
وتبدو الأسباب متعددة، سواء أزمة المحروقات أو تعاقد كثير من وسائل النقل مع المدارس ورياض الأطفال، إضافة لخروج عدد من الوسائل من خدمة العديد من الخطوط ريفاً ومدناً، ومزاجية سائقين كثر وتحكمهم في خدمة المواطن وفرض أجور مادية مرتفعة جراء توصيلهم تخالف التسعيرة المحددة لاسيما في أوقات متأخرة.
من جهتها الجهات المعنية في مختلف المحافظات تؤكد على متابعتها للمشكلة ومناقشتها وعزمها فرض عقوبات بحق وسائل النقل المخالفة، إلا أن ذلك لم يتضح بعد على أرض الواقع، حيث أن المشكلة تحتاج الكثير من العمل والجدية ومزيد من الضوابط والإجراءات، خاصة ضرورة إدخال باصات النقل الداخلي وزيادتها لتدعم مختلف خطوط النقل، لاسيما منها التي تتضح فيها المشكلة أكثر.
حديث الناس – مريم إبراهيم