في الوقت الذي يزدحم فيه المشهد بالعناوين التي تفرض نفسها كل لحظة، والتي هي بطبيعة الحال تجسد حالة الانتصارات التي تحققها وتصنعها دمشق وحلفاؤها على كل الجبهات السياسية والميدانية، لا يزال الإرهاب الأميركي يتجول من مكان إلى مكان، حيث الهروب إلى الأمام بات الخيار الوحيد أمام الولايات المتحدة للخروج من مستنقع الهزائم والإخفاقات التي باتت تلفها من كل اتجاه.
فبرغم الواقع المرير الذي تعيشه الاستراتيجية الأميركية، ولاسيما على الصعيد الخارجي، تبدو واشنطن مصممة على المضي في طريق الخداع والزيف والكذب الذي يتلطى خلف الشعارات الرنانة والتصريحات البراقة، فيما طريق الحقيقة ومقاربة المتغيرات والتطورات بكل براغماتية ومنطقية بعيداً عن العنجهية والغرور ومنطق الهيمنة والتفرد، واضحة ولا تحتاج إلى كل هذا الاستعراض الممجوج ومن على منبر الأمم المتحدة الذي كان شاهداً على مسلسل طويل من الانتهاكات والافتراءات وتزوير الحقائق من أجل غزو واحتلال الدول والشعوب.
تبدو محاولة الرئيس بايدن لتبييض وجه بلاده فاشلة ومجهضة مسبقاً، إلى الحد الذي وضع نفسه وبلاده في مأزق جديد لأن جميع دول العالم، باتت على يقين أن أميركا غير قادرة على التخلي عن سياساتها الاستعمارية والاحتلالية والإرهابية، لأنها وبكل بساطة نشأت وقامت على المذابح والمجازر والجماجم وقتل الشعوب وأصحاب الأرض الحقيقيين.
المرحلة القادمة، سوف تكون مرحلة اختبار الأفعال لا الاقوال، وإن كان المشهد يشي بالمكر والمراوغة الأميركية بحكم التجارب الكثيرة والمريرة للسلوك الأميركي، وباختصار شديد، فإن واشنطن كانت ومازالت مصدر الإرهاب وجذوة الفوضى حتى يثبت العكس، ولن يثبت ذلك مطلقاً.
نبض الحدث – فؤاد الوادي