إنها دمشق، وما أدرى الجاهلين من هي دمشق، إنها البداية، وأصل الحكاية، إنها عرين الأسود التي ما خضعت وما استكانت، وما لانت عزيمتها.
من “البوابة الجنوبية” نفثوا كلّ سموم إرهابهم وحقدهم، ومنها أيضاً رُدّ إرهابهم وكيدهم إلى نحرهم، ومن البوابة الجنوبية أيضاً، ها هي اليوم ترفرف مجدداً رايات النصر وتُشرّع معها آفاق الخلاص التي ستعبر منها بشائر الحسم نحو الشمال لتحرير وتطهير كلّ بقعة وشبر من تراب وطننا الغالي.
من الجنوب، وقبل نحو عشر سنوات، بدأت أولى تداعيات “الزلزال”، ومن الجنوب أيضاً، هاهي أولى ارتدادات “الانتصار” تضرب بعيداً في عمق المشهد السوري والدولي، ومن ذات البوابة التي حاولت إسرائيل ومن معها الولوج منها إلى العمق السوري، لتسميم وتخريب واغتيال سيادة ووحدة وأمن وكرامة السوريين.
في توقيت فتح الحدود البرية والجوية بين سورية والأردن دلائل ورسائل كثيرة، لكنّ للمكان أيضاً رمزية وأهمية تفوق محاولات البعض تجاوز هذا الحدث المهم والاستثنائي من خلال القول بإنه تمّ بموافقة وضوء أخضر من الولايات المتحدة، متجاهلين أصلاً الأسباب والمتغيرات التي دفعت الإدارة الأميركية إلى الرضوخ والموافقة رغماً عن أنفها، لاسيما بعد فشل مشروعها الاحتلالي والإرهابي ونفاذ كلّ أوراقها وخياراتها في الميدان السوري الذي سطّر فيه الجيش العربي السوري أروع الملاحم والبطولات بعد أن سحق ودحر الإرهاب برغم كلّ الدعم الأميركي والإسرائيلي والغربي.
وكما رفرفرت رايات النصر والخلاص في الجنوب معلنة وأد المشروع الصهيوأميركي في مهده، فإنها سوف ترفرف قريباً جداً في كلّ جغرافيا الشمال بعناوينه المتشابهة والمتشابكة، لتعلن انتصار شعبنا العظيم على الإرهاب، وهزيمة أعتى قوى الشر والطغيان والاستعمار على مرّ التاريخ.
نبض الحدث -فؤاد الوادي