الثورة أون لاين:
“ما أقوم به هو أنني أصنع صورةً واحدة، على الرغم من أنّ كلمة «أصنع» ليست الكلمة الصحيحة، بل إنني بالأحرى أترك الصورة «تصنع» نفسها من الناحية العاطفية في داخلي، ثـم أطبّق عليها القوى الفكرية والنقدية التي أمتلكها، ثـم أتركها لتولِّد صورةً أخرى، وأترك هذه الصورة تتناقض مع الصورة الأولى، وأجعل صورة ثالثة تخرج من هاتين الصورتين معاً، ثـمّ تظهر صورة متناقضة رابعة، ومن ثَمَّ أتركُ الصور كلّها تتناقض مع بعضها بعضاً ضمن حدودي المفروضة”.
رأى النقادُ أنّ توماس ينتمي إلى المدرسة السُّريالية في الأدب، على الرغم من رفضه القاطع لهذا الارتباط، وأنه لم يقرأ شيئاً عن السُّريالية، غير أنّ اهتمامه بالكتاب المقدّس والديالكتيك الهيغلي والتحليل النفسي لدى فرويد جعل من هذا الرفض ما يناقضه، وأنه كان يسعى إلى تحرير الطاقة الكامنة للعقل الباطن من خلال الصور المتناقضة، وهذه التقنية، على حدِّ تعبير النقاد، هي صُلب الحركة السُّريالية في الأدب. ومن جهة أخرى، لم تكن السُّريالية إلا كتابةً تلقائية أو آلية، وأداءً لا يخضع للتفكير الواعي أو النية، ولم يكن توماس إلا كاتباً تلقائياً يغوص في أعماق النفس البشرية وتفكيرها الواعي.
#ديلن_توماس_قصائد_قصص_برامجهُ الإذاعية_مختارات
ترجمة : دكتور باسل المسالمة
صدر عن دار التكوين ٢٠٢١م