ثورة أون لاين – عبد المعين زيتون:
دخلنا من أبواب الخريف حدائق العز والكرامة حين شرّع القائد التاريخي حافظ الأسد رحمه الله أبواب فصل المجد على كل الفصول..
وقد لبست الدنيا أوراق الذهب الصفراء حتى غار الربيع فأبى إلاّ أن يجيء بالصيف والشتاء تارة أخرى
ولم يزل..
باب تشرين مشرعاً على المجد من ال ١٩٧٣ إلى يومنا هذا ملاحم عز وشرف يسطرها جيشنا البطل في كل ميادين النزال والواجب.
تلك الحرب وكأن الأمس يلتحق باليوم في ضمير الشعب عبر الأغنية التي تسقط في كلماتها المعنى الكبير لضمير هذا الشعب حيث تنبض الحروف في صدور الناس مثل كل الأوراق والأقلام التي عزفت على خط الجند في الجبهات وهناك حيث سطروا انتصاراتهم..د
كان الشعب يتبعهم بهذا النبض المتراكم غيماً خلف ظهورهم.. وجبال صمودٍ وتحدٍ، تنبع صدى بمداد الروح..د
وتلتحم الأصابع مع زناد البندقية التي اشتعلت دون ملل وهي تكتب ملاحم السادس من تشرين
ذلك في العام ١٩٧٣..
قبلها بسبع سنين غنت الأسطورة فيروز أغنيتها الشهيرة (خبطة قدمكن) للأخوين رحباني..
لتكون (شيفرا) الرصاصة الأولى في حرب تشرين التحريرية
“ياجبهة العالي و ميزرة بالغيم
قولوا إن شاء الله القمر يبقى
مضوي وقمر
لا يطال غره حدا ولا يصيب
وشو ضيم
خبطة قد مكن عالأرض مسموعة
خطوة العز وجبهة مرفوعة “
انطلقت شرارة الحرب المجيدة وركضت معها الأغنية الوطنية شأنها شأن القصيدة والقصة والرواية واللوحة..
لتكون المدد الروحي للجند البواسل وزادهم على جبهات التحرير والمجد
أغانٍ كثيرة انطلقت مع شرارة الحرب من خناجر المطربين والمطربات..
وفي الأغنية الوطنية ليس ثمة أغنية أفضل من أخرى بسبب اختلاف الأصوات والكلمات والألحان ثمة اختلاف جميل وحسب، هو اختلاف التأثير فينا، في أسمائنا وأرواحنا وحسب..
ولكن الأهم هنا أنه عندما بدأت الحرب، زحف معها ضمير الشعب كله إلى الجبهات وزحفت الأغنية هي الأخرى لتدوي كفصول المجد في ضمير المقاتل والمواطن الذي أرسل قلبه ليرافق الجيش العربي السوري حيث كانوا..
أفراد وضباط وقادة
أغان كثيرة…
رافقت ايام الحرب وما بعدها..
لكن “سورية يا حبيبتي” كانت أنشودة النصر عن جدارة..
سورية يا حبيبتي التي كتبها الشاعر محمد سلمان، و وضع ألحانها وكانت بحق أم الأغاني التي صدحت فيها حنجرة المطربة الرائعة نجاح سلام مع المطرب اللبناني محمد جمال..
ثلاثي رائع خلد في ذاكرتنا وذائقتنا طعم الوطن بكل ألوان الجمال.
تلك الأغنية التي جسدت حقيقة الحرب وأهدافها ورسمت عناوين نبض السوريين خلف جيشهم الباسل الذي سطّر ملاحم الانتصار الكبير على العدو
وبعد “سورية يا حبيبتي”:
((سورية يا حبيبتي
أعدت لي كرامتي أعدت لي هويتي
بالحرب والكفاح وشعلة الجراح
تنير درب ثورتي
يا يا يا حبيبتي
قنالنا جولاننا سماؤنا وأرضنا
تفديهم دماؤنا تحميهم أبطالنا
وبعثنا يسير لمجده الكبير
مبشراً بعودتي ورافعا كرامتي
مجدداً هويتي
الآن الآن الآن الآن
الآن إني عربي
يحق لي اسم أبي
ومن أبي ومن أبي
رصاص البندقية مصنع الحرية
للأمة الأبية
يا يا يا يا حبيبتي))
لينفرط بعد رائعة” سورية يا حبيبتي”
عقد الإبداع عن الشعراء والكتاب والملحنين والمطربين، الذين غنوا وتغنوا بأمجاد جيشنا وانتصاراته العظيمة في حرب تشرين التحريرية.
وربما يضيق الوقت هنا للبحث في عشرات الأغنيات التي تغنت بانتصارات شعبنا الأبي في تلك الحرب العظيمة لكن الأهم أن الأغنية كانت رصاصة الحرب الخلفية وزاد روح المقاتل على الجبهات والمواطن في أحشاء الوطن.
مدداً آخر، من لون الروح ونبض القلب
فالأغنية صوت الوطن.
كل الوطن
ولحن فؤاده الذي يدعو لرصّ الصفوف صارخاً بنداء الواجب لتسوير الوطن وكيانه ومكوناته.
والأغنية الوطنية لبوس خاص فريد يخترق أسماءنا ويستقر في وجداننا
ليدوم ويدوم..
يصعب علينا أيا كنا أن نرتقي في كتاباتنا إلى بطولات جيشنا الفذة وهو يسطر ملاحم العزة واﻹنتصار.
ويشفع في تقصيرنا محبتنا للوطن وجيشه العظيم وحراس أسواره ومحاولاتنا كسب شرف المحاولة.