الثورة أون لاين:
لن ينتهي حبر الشعراء الذين هاموا بالشام حبا وحبوها خالص الوفاء بكل زمان ومناسبة فكيف إذا كان تشرين المناسبة وهو النصر الذي يكتمل اليوم ويتجذر.
الشاعرة هيلانة عطالله ترى دمشق بيادر القمح والخير وتشدو دمشق قائلة :
أنا ما كتبتُ قصيدتي ترَفاً ولا
كالعاشقينَ بحرقةِ الأشواقِ
بل طفْتُ في محرابِ حسنِكِ خاشعاً
حتى انبرى قلبي إلى الأوراقِ
فغدا كصوفيٍّ يعاقرُ خمرةً
مسكوبةً من طهرِكِ المهراقَ
أنا من رسمْتُكِ في وريدي شامةً
سمرا ووشماً في رؤى الأحداقِ
يا شامُ ماذا لو زرعْتُكِ جينةً
ضمن الخلايا بقدرةِ الخلّاق ؟
كي تصبحي عند البنينَ علامةً
موروثةً حتى الزمانِ الباقي
يا شامُ لقنْتِ الصباحَ بيانَهُ
وحبوتِهِ بنوافلِ الإشراقِ
وفكَكْتِ للشمسِ الجدائلَ بهجةً
حتى غدتْ تلهو بكلِّ زقاقِ
من خلفِها يجري النسيمُ مشاغباً
كي يستحمَّ بنهرِكِ الرقراقِ
ويعودُ تشرينٌ فتاكِ مراهقاً
يهدي لجيدِكِ لؤلؤَ الأطواقِ
إني أرى للأنبياءِ مواكباً
تسعى إليكِ بعودةِ المشتاقِ
يا أنتِ من لهَجَ الكتابُ بذكرِها
لم تخشَ يوماً نقمةَ الإملاقِ
فليمضغِ الأعداءُ ضخرَ ندامةٍ
أو يرجعوا بهزيمةِ الإخفاقِ
يا أنتِ يا امرأةَ الزمانِ وعشقَهُ
ولكمْ وقاكِ مكائدَ الطُّرّاقِ
فسكنتِ في تشرينَ بطنَ غمامةٍ
ثمِلَ السحابُ بنكهةِ الدرّاقِ
أنتِ التي في مقلتيكِ سنابلٌ
وعلى شفاهِكِ بلسمُ الترياقِ
قومي كنهرٍ جامحٍ يجري إلى
ثغرِ الشهيدِ بهجعةِ الأعماقِ
يغدو المقامُ مزارَ كلَّ طيورِنا
روضاً حباهُ بنعمةِ الإيراقِ
قومي انزعي صمتَ الهوانِ بعصرِنا
صنمُ الجليدِ يتوقُ للإحراقِ
يا أنتِ يا جسراً على خطِّ المدى
ما هزّهُ شَرخٌ على الإطلاقِ
إنْ ضاعَ مفتاحُ الخلودِ وجدْتِهِ
يسعى إليكِ على صهيلِ بُراقِ