أخيراً وبعد حوالي 40 يوماً على انطلاق العام الدراسي الجديد يظهر أن مشكلة نقص الكتب في المدارس وعدم حصول الطلاب على كامل النسخ المطلوبة يعود إلى أسباب تتعلق بالشحن والنقل، فبحسب التصريحات الجديدة فإن هناك نقصاً في وسائل شحن الكتب من المستودع الرئيسي إلى المستودعات الفرعية ومنها إلى المدارس، أي أن الكتب تنتقل على عدة مراحل حتى تصل إلى الطلاب في المدارس.
وفي الواقع فإن مشكلة الشحن والنقل هي عامة وترتبط ليس فقط بنقل الكتب المدرسية، وإنما تمتد لتصل إلى النقل العام الداخلي ونقل البضائع والمنتجات ما بين مواقع الإنتاج والأسواق وهكذا..
إذاً المشكلة موجودة ومستمرة ولا يبدو أن حلها بات متاحاً لارتباط ذلك بعدة عوامل أهمها عدم كفاية المشتقات النفطية للشاحنات والباصات ووسائل النقل المختلفة، وهذا أدى إلى ارتفاع أجور النقل بشكل كبير.
وبالعودة إلى الحديث عن الكتب المدرسية، فبعد أن حسمت وزارة التربية أمرها وحددت موعد افتتاح المدارس بالخامس من أيلول الماضي، كان بإمكانها تجنب الوقوع في مشكلة نقص الكتب بالمدارس، بحيث تؤمن وسائل النقل والشحن المطلوبة لايصال الكتب إلى المدارس خلال الأسبوع الأول من افتتاح المدارس على أبعد تقدير، بما يمكن الطالب والمعلم من مواكبة المنهاج بالشكل المطلوب دون حدوث ضياع بسبب عدم توفر الكتاب المدرسي كما حصل في كتب اللغة الانكليزية مثلاً.
قد يكون هناك صعوبات وعقبات ولا شك تحدث مشكلات أثناء العمل قد لا يكون محسوب حسابها، لكن في حالة الكتب المدرسية هنا لا تبدو مشكلة عدم توفر وسائل شحن أنها مشكلة طارئة لنقول أننا فوجئنا بها، لذلك كان ممكن مواجهتها وتجاوزها بما يؤدي إلى حصول الطلاب على الكتب المدرسية كاملة وغير منقوصة، لا أن يبقى البعض منهم في حالة انتظار وترقب وبحث لتأمينها.
حديث الناس – محمود ديبو