من المعروف أن بدايات الصحافة كانت ثقافية اجتماعية، فلم يكن الشأن السياسي والاقتصادي قد احتل الجانب الأوسع منها ولا شغل الطبقات المثقفة التي أصدرتها ورعتها ..
ومن يتابع معظم صحف العالم الغربي والعربي في بداياتها يجد أن الكتاب والمبدعين هم الذين أسسوها …هذا يعني أن نشر الوعي والتنوير كان الغاية الأساسية لها .
ومع مرور الأيام وتبدل الأحوال أخذ الجانب السياسي يجد طريقه إلى صفحاتها .. وقد غدا اليوم جانباً مهماً في الإعلام ولاسيما المرئي والمباشر لتعود الصحافة الورقية اليومية وتستعيد سيرتها الأولى، أي أن تكون صحافة رأي وتحليل ونقد ثقافي وفكري واجتماعي ..
وإذا ما ألقينا نظرة على الصحافة الثقافية، بل الإعلام الثقافي نجده قد تراجع جداً ولا سيما في الإعلام المرئي وأعني هنا التلفزيون العربي السوري، وربما لهذا التراجع أسبابه الموضوعية، ولا سيما الحرب العدوانية على سورية.
اليوم لن تجد برنامجاً ثقافياً ذا حضور مهم وحقيقي إلا ما ندر وهذا لا يعني التعميم ..لكننا بحاجة ماسة إلى برامج تحاور تناقش تطرح قضايا ثقافية وفكرية ساخنة، ونحن اليوم بأمس الحاجة إلى هذا.
وبالنسبة للصحافة الورقية التي غادرت حبرها لتستظل الفضاء الأزرق مازالت تقدم الجانب الثقافي وتعمل على رصده ومتابعته، صحيح أن الكثير يجب أن يتم العمل على تطويره في هذا المجال ..لكن في ظل المتاح فهذا أمر مقبول.
وإذا ما تحدثنا عن الصحافة الثقافية المتخصصة التي تصدرها مؤسسات معنية بذلك فهذا شأن آخر له حديث قد يطول ولكن من خلال المعنيين بها والمشرفين عليها.
معاً على الطريق .. ديب علي حسن ..