إرهاب المفلسين لن يجدي نفعاً

الثورة أون لاين -عبد الحليم سعود:

أبى الإرهاب الظلامي الأسود المتصهين إلا أن يعكر صباحات دمشق العابقة برائحة الياسمين وأنسام تشرين الانتصار بتفجير إرهابي جبان استهدف حافلة تقل عددا من أبطال الجيش العربي السوري في ساعة مبكرة من صباح هذا اليوم، ليكتب حقده المأجور الموغل في الكراهية صفحة دموية جديدة في حياة السوريين لطالما ناضلت سورية وشعبها وجيشها وقيادتها لمحو صفحاتها الماضية ومنع تكرارها واستعادة الأمن والأمان والاستقرار والسلام في ربوع سورية كلها.
هو ليس الحادث الإرهابي الأول الذي طال دمشق وباقي المدن السورية في هذه الحرب الإرهابية العالمية وقد لا يكون الأخير، لكننا نأمل أن يكون خاتمة ما تبقى في جعبة محور العدوان الذي أفلست كل أساليبه لإخضاع سورية وشعبها وتنفيذ أجندته التكفيرية فيها، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على عمق الأزمة التي طالت طموحات منظومة العدوان على سورية وإفلاس من يخططون لإطالة أمد الحرب أكثر عسى أن يحققوا عبر بعض الأعمال التخريبية والإجرامية ما عجزوا عن تحقيقه في السنوات العشر الماضية، ولكن هيهات أن يكتب لهم النجاح مجدداً بعد أن ذاقوا مر الهزيمة في طول البلاد وعرضها وتكسرت أمالهم وأمانيهم على صخرة صمود هذا الوطن الجبار وشعبه العنيد.
لا قيمة سياسية على الإطلاق لهذا العمل الجبان المفلس الذي يحاول سرقة الأضواء من النجاحات السياسية السورية التي تحققت في الفترة الماضية، حيث أجبر الغرب على الاعتراف بالفشل و” عودة الأسد” كما سمتها “النيوزويك” مؤخرا إلى الساحة الدولية، وهو الذي لم يغادرها أصلاً طيلة السنوات العشر الماضية إلا في إعلامهم المضلل وأوهامهم المشيدة على الرمال.
لا يمكن تفسير هذا التفجير الإرهابي الجبان في هذا التوقيت بالذات سوى أنه رسالة امتعاض دموية من قبل المنزعجين والمحبطين – وهم كثر وعلى رأسهم الكيان الصهيوني وأدواته وعملاؤه – من إمكانية عودة سورية إلى مكانتها ودورها الإقليمي الحيوي بعد أن تحقق الانتصار على أيدي أبنائها وحلفائهم، وباتت الكثير من الدول “العربية والإقليمية” مستعدة لاستعادة علاقاتها مع سورية وطي حقبة الحرب والقطيعة، بعد أن فشلت المخططات الأميركية والصهيونية والتركية في فرض شروطها على السوريين، وتبين للعالم أجمع أن سورية كانت تحارب الإرهاب نيابة عنه، وقد دفعت أثمانا باهظة لتحقيق الانتصار عليه وإفشال مشروعه في المنطقة، وقد نجد نقاط تقاطع كثيرة بين هذا التفجير الإرهابي وبين ما حدث في لبنان يوم الخميس الماضي، حيث استهدف عملاء للكيان الصهيوني في حزب القوات اللبنانية مظاهرة سلمية لحزب الله وحركة أمل بكمين إجرامي في محاولة يائسة لبث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان واستعادة الحرب الأهلية مجددا، لكن رد سيد المقاومة السيد حسن نصر الله عليهم بالأمس أحبط مشروعهم وأفشل مخططاتهم، والأهم من ذلك كله ما كشفه السيد نصر الله بالأرقام عن قوة المقاومة في لبنان وجاهزيتها لكل احتمال وهم الذين كانوا يعتقدون أنها ضعفت وأن بإمكانهم القضاء عليها من خلال بعض المرتزقة والعملاء داخل لبنان.
والأمر ذاته يمكن قوله عن سورية، فالحرب القاسية والمدمرة التي شنها الإرهابيون ومشغلوهم من دول إقليمية ودول عظمى على سورية آلمت وأحزنت السوريين كثيرا وأضرت بحياتهم وعيشهم وأمنهم واستقرارهم لكنها لم تسلبهم إرادتهم ولا لحمتهم الوطنية التي كانت صمام الأمان لمنع سقوط الدولة ومؤسساتها وكلمة السر في انتصار الجيش العربي السوري على الإرهاب وداعميه ومشغليه، وها هي الأحداث والتطورات تثبت حاجة العرب والمنطقة لسورية القوية وضرورة أدائها لدورها الحيوي في كل قضايا المنطقة، فسورية لم تغير مواقفها ولم تتنازل عن حقوقها ولم تتخل عن ثوابتها. بل الآخرون هم من اضطروا لمراجعة سياساتهم وأخذ الدروس والعبر.
الإرهاب الظلامي الذي استهدف دمشق اليوم لن يفت في عضد السوريين ولن يؤثر في قناعاتهم وإيمانهم بوطنهم، بل سيزيدهم تصميما على متابعة الطريق حتى النهاية، فالسلام والرحمة لأرواح الشهداء الذين ارتقوا اليوم والشفاء العاجل للجرحى والمجد والخلود لسورية وطن الشهادة أو النصر.

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية