أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية المتواتر والمستمر دون توقف في الفترة الأخيرة إلى خروج الكثير من السلع الغذائية من سلة استهلاك المواطن اليومية، وعلى رأسها الأكلات الشعبية كالفلافل والحمص والفول والمسبحة… إلى آخر قائمة هذه الأكلات الشعبية المعروفة، حيث وصلت أسعارها إلى الحد الذي لم يعد المواطن قادراً على شرائها، وهي التي كانت ملجأه في الأزمات والشدائد والحصار، فقد وصل سعر قرص الفلافل إلى مئة ليرة، ووصل سعر سندويشة الفلافل إلى 1500 ليرة، وفي بعض المطاعم إلى 2500 ليرة، وما زاد الأمر سوءاً خروج ما يعرف بمؤونة الشتاء من بازلاء وملوخية وفول وغيرها من خضار الصيف من قائمة اهتماماته أيضاً لغلاء أسعارها وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة وانعدامها في بعض المناطق كلياً، إضافة إلى عدم قدرته على تموين الزيت والزيتون والأجبان والألبان لغلاء أسعارها وفي مواسمها.
فهذه المؤونة وعلى مدار العام، وعندما تشح الأقوات ويرتفع سعرها كان هذا المواطن يلجأ إلى ما خزنه من مواد غذائية، فلا يشعر بارتفاع أسعارها ولا انخفاضه.
والمفارقة الأشد إيلاماً هي ارتفاع أسعار البيض بشكل جنوني، حيث وصل سعر البيضة الواحدة إلى أربعمئة ليرة, وهي في صعود مستمر، ويبدو أنها لن تتوقف في القريب العاجل بحجة ارتفاع أسعار الأعلاف واحتكارها من قبل البعض وخروج الكثير من المداجن من قائمة الإنتاج.
لقد ترك ارتفاع الأسعار المتوالي وعلى مدار الأعوام السابقة أثراً رهيباً على المواطن جسدياً وصحياً ونفسياً, رغم جميع التصريحات والوعود، والحديث عن ضبط الأسعار، ولم تستطع الجهات المعنية وضع حلول ترضي هذا المواطن, لذلك يجب عليها أن تبذل جهداً صادقاً أكثر لإعادة أسعار الأكلات الشعبية على الأقل إلى سابق عهدها، وإلى مؤونة الشتاء ألقها، وخصوصاً أن بلدنا هو الأول بزراعة موادها الأولية.. أولاً من خلال القيام بشراء ما في مخازن التجار منها وتوزيعها بأسعار مدعومة فعلاً لا قولاً، وهذا الإجراء وحده كفيل بأن يفشل أي حصار وأي عقوبات، وتالياً تحسين وضع التيار الكهربائي حتى يتمكن المواطن من التموين في البرادات، وضمان عدم تلف هذه المونة، وأي إجراء غير هذا لن يكون له النتائج السريعة نفسها وهو مضيعة للوقت.
عين المجتمع – ياسر حمزة