الثورة أون لاين – لميس علي:
منذ أولى حلقاته حقّق عمل “الهيبة، جبل” تفاعلاً أكثر من ملحوظ، سجّلته منصة شاهد، محتلاً المركز الأول في تصنيف المسلسلات الدرامية الأعلى مشاهدة في بلدان كثيرة. ليس فقط عربياً وإنما عالمياً وصل الصدارة في كل من السويد، إيرلندا، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية..
وسيطر على قائمة المواضيع الأكثر بحثاً على محرك البحث “جوجل”، بالإضافة لتصدر هاشتاغات تخصّه على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
كل ذلك حقّقه الجزء الخامس من العمل على الرغم من وجود هفوات واضحة في النص، وركاكة الحبكة غير المقنعة لمن يريد أن يُعمل عقله فيما يشاهد.
يبدأ الجزء الخامس بمقتل صخر الأخ الأصغر لجبل.. وهو ما يفترض دخوله بسلسلة جديدة من أخذ الثأر.
بعيداً عن وصفة الاستسهال التي يعتمدها كتّاب العمل في تسيّير أحداثه إلى الأمام صيداً للمزيد من التشويق، تُعيد الحلقات الأولى المليئة برغبة الانتقام والثأر، التذكير بعبارة الزير سالم “يا لِثارات كليب” وستنقلب مع النجم تيم حسن إلى “يا لِثارات جبل شيخ الجبل”، لكن ليس بوصفه المثؤور له إنما طالب الثأر.
على هذا النحو، تسير الحلقات الأربعة الأولى.. وما إن تنتهي مع إتمام مهمة الأخذ بالثأر حتى تبدأ لعبة جديدة على منوال الأجزاء السابقة، جبل في مواجهة خصومه الذين كما بدا في الحلقة السابعة من هذا الجزء، ينتمون إلى فئة مهربي الآثار.
ثغرات العمل، نصيّاً، كثيرة..
لكن ما الذي يجعله، بالرغم من ذلك، يلقى جماهيرية ومتابعة لافتة في كل مرة يُعرض فيها أحد أجزائه..؟
هل يكمن السبب بقدرة نجمه “تيم حسن” على الإمساك بتفاصيل شخصية “جبل”، التي تنمو في كل جزء لتصبح أكثر قدرة على شد الآخر (المتلقي).. إن كان لجهة الأداء الحركي.. أو اللفظي المتمثل بطريقة نطقه لبعض الألفاظ.. وحتى كلماته نفسها تصبح معه “ماركة مسجلة” ذات نكهة خاصة لأنها منطوقة منه تحديداً.. وبذلك يكون نجح برسم كاريزما لافتة لشخصية البطل “جبل”.. كاريزما قلّما تستمر في مسلسلات الأجزاء العربية..
هل استند، أولاً وقبل أي شيء آخر على النص في أي من الأجزاء..؟
بالطبع كان الجزء الأول، تأليف هوزان عكو، ركيزة العمل عموماً وركيزة تيم حسن لانتشال شخصية جبل من الأوراق وجعلها من لحم ودم..
لكن مع توالي الأجزاء وتنوّع الأقلام التي كتبت العمل، هبطت سويته من حيث بحثه عن فكرة جديدة يناقشها.. ولم يمنع ذلك من استمرار نجاح شخصية جبل..
وغالباً الفضل يعود في كل ذلك لأداء “حسن” الذي يبتكر بخلق تفاصيل لشخصية يعيش ويتعايش معها من جزء لآخر..
هل يعني ذلك أن العمل يستمر باستثمار نجومية “حسن”..؟!
وهل حقيقة الأمر غير ذلك..!!
فريق الكتّاب المؤلّف من (سامر نصرالله، طارق عبده، محمد الحمصي، يزن طربيه، وسيم قزق)، يحاول تصعيد لعبة التشويق عبر جعل بطل الهيبة جبل في مواجهة ليس شخصية كبيرة واحدة وأذيالها هذه المرة، بل بمواجهة مهربي الآثار المرتبطين مع داعش..
هكذا يتم إقحام خط سياسي سيُكسب “جبل” جماهيرية أكثر وأكثر..
وبالأصل كان العمل منذ حلقاته الأولى بدأ بحصد سلسلة “تريندات”، ليدخل في دائرة دراما تقتات على فورة “التريند” المؤقتة.