الثورة أون لاين – رنا بدري سلوم:
يبحث الأطفال في عالم القصة عما يشبههم عالم مليء بالضجيج والحركة واللون، وهو ما يجذبهم إلى القصص الحوارية المصوّرة والقصص التعبيرية التي يشاهدونها على المنصات الالكترونية المحببة إلى قلوبهم أكثر من قصة قد نشتريها لهم من على أرصفة الطريق، فبدا الكثير من الأطفال وبعمرٍ صغيرٍ يبحثون عما يحلوا لهم من قصص تبهرهم وترضي فضولهم في العالم الرقمي، العالم الذي لوننا بالأزرق دون أن نشعر، ومن هنا بدأ دور مجلة المهندس الرقمي الصغير يظهر في الاهتمام بالمحتوى الموجه لجيل صغير وفتيّ، ولاسيما أن القارئ الصغير مهتم بهذا النوع من المحتوى التقاني فلم يعد كما وصف أحد الحكماء الكتاب أنه ” يحدث من غير صوت ويجيب من غير سؤال” فبدا هذا الجيل النهم للخوض في علوم البرمجة، يسرح ويمرح في منصات المواقع الالكترونية بلا حدود، يسمع القصة عوضاً عن قراءتها، ويسأل عمليات البحث ” غوغل” فيجيبه بمعلومة يصدّقها من ثم تترسخ في ذهنه دون منازع وإن كان الكتاب الأم، الكتاب الذي هجرناه فبتنا نقرأ عبر الانترنت الإصدارات الجديدة دون أن نقتنيه من المكتبة وإن كانت قريبة منا، إذا في طبيعة الحال، بتنا بدلاً من أن نقتني الكتاب نتقن المعلوماتية.. نقرأ مع أطفالنا على المنصات لكن ماذا نقرأ؟!
وإن عدنا إلى قصص الأطفال في مجلة المهندس الرقمي الصغير التي تتميز بمحتوى يعلمنا كيف نتقن ألف باء المعلوماتية، لابد لنا أن نسأل لماذا ينجذب أطفالنا إلى العالم الرقمي؟ تجيبنا رئيسة تحرير مجلة المهندس الرقمي الصغير وكاتبة القصص لمى علي” المحتوى الذي نقدمه هو مؤشر مدى اهتمام الأطفال بمواكبة العالم الافتراضي والتقانات الحديثة، وإننا ببساطة جيل يقرأ المعلوماتية، مثلاً : ما هي آخر أخبار التقانة التي تهم الأطفال؟ مثال آخر: طرح لعبة لعلاج اضطراب فرط النشاط، أو جهاز لوحي حديث للأطفال وهكذا..، وتضيف علي” نقيم الدورات التدريبية لنقدم كل جديد في عالم تقانة المعلومات والاتصالات واستخداماتها بأسلوب جذاب ومبسط يناسب لغة مخاطبة الأطفال واليافعين من عمر سبع سنوات إلى أربع عشرة سنة، تهدف إلى تنمية مهاراتهم وقدراتهم وتحفيزهم على الاهتمام بعلوم التقانات والبرمجة، فالأطفال في عمر صغير ليسوا بسويّة معرفية، لذا نعلّم من خلال المحتوى المقدم في المجلة القيم العلمية والتربوية والترفيهية، ضمن سلاسل تعليمية ومعلومات، قصص تعليم وترفيه، أنشطة وأخبار، قصص النجاح، وتسلية وألغاز، وختمت لمى علي بالقول: من المهم أن نعي ماذا نقرأ؟ فلا يمكننا القول إن قرّاء أي مجلة أو قصة هو مؤشر إلى جيل يقرأ، ومن هذا المنطلق نعمل كفريق متخصص على أن تحقق جميع القصص المنشورة في المجلة البعد الثقافي والعلمي والتربوي والترفيهي في آنٍ معاً، منذ تأسيس المجلة عام 2017 حتى يومنا هذا.