الثورة أون لاين – رشا سلوم:
عشر سنوات من الحرب العدوانية على سورية ليست عادية ولا هي عابرة، لقد غيرت الكثير وحفرت مجراها في العقل والقلب والدم والوطن.
والإبداع بكل ألوانه وأنواعه ليس خارج هذا أبداً فكل قلم أو حبر لا يغمس حبره بآلام الناس ليس إلا ثرثرة عابرة لا قيمة لها.
وما قدمه المشهد الإبداعي حول الحرب على سورية من شعر وقصة ورواية وغيرها ليس قليلاً أبداً وسيبقى يقدم الكثير فلكل مواطن حكايته وجرحه النازف.
لكل قرية وبلدة ومدينة حكايات لا تنتهي.. كل سوري يمكنه أن يكتب آلاف الصفحات عما أصابنا من العدوان.
من إصدارات اتحاد الكتاب العرب بدمشق نقف عند المجموعة القصصية التي حملت عنوان: إجازة ليوم واحد وهي من تأليف الكاتب عيسى إسماعيل.
تتخذ المجموعة من مدينة حمص مسرحاً لأحداثها التي كنا شهوداً على الكثير من تفاصيلها ووقائعها.
مدينة حمص واسطة العقد التي أراد الإرهاب أن تكون خارج حضن الوطن لينفذ مخططاته العدوانية لكنه فشل في ذلك لأن الوعي الوطني الذي تمتع به أبناؤها كان السد المنيع الذي حطم الإرهاب وأدواته.
في المجموعة القصصية هذه نقرأ حكايا المقاومة والفداء بمواجهة العدوان.. نقرأ بطولات الآباء والأبناء.. نقرأ شجاعة الجميع.
تتنوع القصص التي تأخذ جذورها مما جرى لينسج منها المؤلف قصصه التي تبقى معطرة بطهر الدم السوري.
تفضح المجموعة الإرهاب وتظهر كيف بدت الوحشية ضد كل ما هو إنساني.
إرهاب طال السوريين كلهم على مختلف مشاربهم.
تفجيرات في الأسواق.. قنص واغتيال.. تفجير مدارس الأطفال.. وهذا الجنون كله لم يستطع أن يهز المدينة الصامدة فكان أبناؤها يفتدون الوطن داخل مدينتهم وخارجها.
على مدى ١٠٠ صفحة من القطع المتوسط تتوزع الحكايات التي نذكر منها؛
حفل عشاء.. القلعة جارتنا.. العناق الأخير.. أبو عبدو الساعاتي.. زغاريد رمزية.. أبو رازي.. موعد على الغداء.. طوني وماريا.. الرقيب عبد المعطي.. الأمير وعائشة.. زهر النرجس ..إجازة ليوم واحد.. أبو فرحان.. حضن الوطن.
المجموعة من إصدارات اتحاد الكتاب العرب بدمشق وهي مكتوبة بحبر الحياة والألم الذي يزرع الأمل.