قد يكون الحديث عن التفاؤل في ظل هذه الظروف والأوضاع المعيشية والحياتية صعباً، لكنه بات أمانة ومسؤولية وضرورة أخلاقية ووطنية، بل بات حالة إسعافية بغية رفع المعنويات وتعزيز الهمم.
واقع الحال، يخبرنا أننا لم نخرج من الحرب وآثارها حتى اللحظة، بل إننا وصلنا إلى المرحلة الأصعب والأخطر فيها، وبالتالي فإن كل ما يحصل هو جزء من الحرب الإرهابية علينا، أي أنه طبيعي جداً ولكن بنسب متفاوتة تكاد تكون متساوية لجهة الوجع والألم عند الغالبية العظمى من الشعب السوري.
دعم الجانب النفسي أمر مهم وبالغ الأهمية والضرورة، بعد أن أصبحت الحالة النفسية متعبة وصعبة جداً، نتيجة الجو السائد عند الكثيرين لجهة إشاعة الإحباط واليأس بين الناس، سواء أكان ذلك عن قصد أو دون قصد، أو كان عن جهل أو عن تجاهل، وفي جميع الأحوال فإن هذا الأمر هو مرفوض وغير مقبول تماماً، في وقت نحن أحوج ما فيه إلى بث روح الحياة والأمل والتفاؤل وقد دفعنا وقدمنا الكثير من التضحيات والشهداء، لا سيما أن كل ما يحصل هو طارئ واستثنائي سوف يزول بزوال أسبابه، خاصة ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من التعافي ومداواة الجراح والنهوض لاعتلاء الأمل وبناء المستقبل.. فما زال في جعبتنا الكثير الكثير من العزيمة والإرادة والإيمان بالله وبالوطن وبجيشنا الباسل وبقائدنا الحكيم والشجاع.
عين المجتمع -فردوس دياب