لا نشك بأن الحكومة تعمل على تحسين مستوى معيشة المواطنين، فقد سبق وأن صنّفته هي على أنه -أي المستوى- الهاجس الأهم للعمل الحكومي، والهدف الرئيس للسياسة الاقتصادية للحكومة، ولا سيما في ظل الصعوبات التي واجهت معيشة المواطنين بسبب مفرزات الحرب المفروضة على بلدنا.
أجل هكذا قالت الحكومة في بيانها الوزاري، وأضافت بأنها سوف تستمر باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تحقيق هذا الهدف سواء من خلال الزيادات المدروسة للرواتب والأجور أو متمماتها، ومن خلال تخفيض تكاليف المعيشة، وتعزيز القوة الشرائية للعملة الوطنية، وضبط الأسواق والأسعار، وعقلنة الدعم وإيصاله إلى مستحقيه، بما يضمن تأمين أفضل شروط ممكنة للعدالة الاجتماعية.
وإن كنا لا نشك بأن الحكومة تعمل على ذلك.. فإننا لم نفهم بعد لماذا تؤدي مجمل أعمالها إلى عكس ذلك..؟.
ثم هل كانت تقصد في بيانها بأنها سوف تستمر باتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تحسين مستوى المعيشة، أي يعني بأنها سوف تكون المساهم الأكبر في رفع الأسعار..؟ فهي من ضمن الإجراءات التي اتخذتها لتحسين مستوى معيشتنا رفعت سعر الغاز، ورفعت سعر المازوت، ورفعت سعر البنزين.. ورفعت سعر الزيت والسمنة، فارتفع سعر السكر والرز والبرغل والعدس والحمص والثوم والبصل والخيار والبندورة والكوسا والفليفلة والباذنجان.. والموز والجوز واللوز، والشاي والقهوة والمتة.. وأشياء كثيرة لا يُحبذ ذكرها، وطارت أسعار البيض، واشتعلت أسعار الدجاج، والأسماك واللحوم بكافة أصنافها، وصارت مجرد مناظر عند الكثيرين كمناظر الحلويات والملابس والجلديات..!.
نحن نعود لنؤكد بأننا لا نشك بأن الحكومة تعمل على تحسين مستوى المعيشة.. ولكن الوضع المعيشي على ما يبدو لا يتحسن، وعلى هذا المنوال لن يتحسن، إلاّ إن كانت حكومتنا تخبئ لنا مفاجآتٍ أو مكافآت أو عطاءات لا تريد الإفصاح عنها الآن، أكاد أجزم بأن الأمر كذلك.. وإلا من غير المعقول أن تكون إجراءاتها لتحسين مستوى المعيشة يصل إلى هذا الحد من الأداء، فحكومتنا قوية وناجحة، ونحن على ثقة بأنها تعلم ماذا تفعل، ومن الصعب علينا التصديق بأنها لا تعلم ولا علاقة لها بروح العمل الحكومي الذي يقوم على تحقيق مصالح الشعب، ولذلك فهي تسير بالطريق السليم وليس بالمعاكس.. رغم أن النتائج حالياً عكسية بامتياز.. ولكن لن نستعجل وسننتظر منها مفاجآت ربما تكون فوق التصورات كلها.
على الملأ – علي محمود جديد