قلِقاً تطيرُ بي الفراشة.. أجنحة الحب والشغف

 الثورة أون لاين – رنا بدري سلوم:

قلِقاً يفتّشُ الشاعر صالح محمود سلمان عن شهابٍ ضاع منه ذات ليل، وقلقاً يدوّن شعره بلغة الحالمين فينبعثُ نور القصيدة ويفرض نفسه بجزالة التعبير، نحبّ نتألم نقلق من ثم نقع في حيرةِ السؤال وصحوة التفكير، فبدأ ديوانه “قلقاً تطيرُ بي الفراشة” بنص يتقنُ فيه لعبة القول في ساعة الصمت ” اعزف على وترِ المجانين في المدن المغلقة”.
من يقرأ المجموعة الشعرية يعِ تماماً التفرّد والاختلاف في الإيقاع والبنية الداخلية للنصوص، فهناك تراتبية ما، تميزُ الشاعر، تارة ندرك أثر الفعل والتجربة وتارة أخرى نحصي تراتيلهُ لحناً ومعنى “كأس وحلم”: في حانة الأشواق /لي كأسٌ تطوفُ على المواجدِ/ لي أحاديثٌ تحاولُ أن تصيرَ إلى غناءٍ / يجمعُ الأسماعَ في بيت القصيدةِ/ لي نداءاتٌ ترودُ الكونَ / هل تتداولُ الكلماتُ أصواتَ المعاني / وهل ترتجلُ الحروفَ على عزيفِ الريحِ؟

فتفرض مفردات الشاعر نفسها وهو الذي يتقن لغتهُ الشفيفة بشغفِ العارف فيأمرها أن تكون السيّدة لتبقى، في قسم أسماه “الترجيعات” “صرف”: يا هذه اللغةُ الطعينةُ / في صميمِ الحرفِ والمعنى / كأنكِ لعبةٌ في ملعبِ البلهاءِ/ فانتفضي وصبي فوقهم ما شئتِ/ من نحو وصرف/ واصرفيهم..
تساؤلات يطرحها شعراً يضيع القارئ في متاهاتها، لكنه يتعمّق في معناها فيهتدي، في “اعترافات” الشاعر نص بعنوان “ومضة” يسأل صالح محمود سلمان: هل سيسعفني الوقتُ كي أقرأ الشّعرَ / في قُبلٍ / ثم أحفظهُ مثلَ ترتيلةٍ / في عيونِ الكلامِ؟/ كان ما بيننا ومضةٌ من يمام.
لم تكن قضية الوجود والحرية والمقاومة والشهادة والوطن بعيدة عن النصوص بل رسخها صالح محمود سلمان في “لوحة واحدة” نختار منها نصاً بعنوان “حنْظلة”: ذاك تغريبةُ الجرح / لمّا يزل شاهداً / ظهرهُ مشرعٌ نحو أعيُننا / وجههُ باتّجاه نؤولهُ وفقَ أرواحنا / هل سيبقى على حالهِ نازفاً / إن بقينا على حالنا؟

وفي الغزل مشاهد رسمت بالكلمات فاستفاق الوجد في مجموعة “لها وحدها” تعبق بالحب ينشر الشاعر العطرَ شعراً ليبقى على شفةِ الرائحة: مرَّ بي طيفها أمس/ لملمتُ من خطوها الورد/ حدثني العطر عن دربها / قلت اتبعها لم أزل ماشياً.
بنداء المستغيثين يتوسل “الشام” أن تنتفض كطائر الفينيق، فاختارها سلمان نهاية مجموعته الشعرية وكأنها المنتهى: يا شامُ قومي نقُم / وارفعي رايةً لم يزل طيف ُ (يوسفها) / حاضراً في الأبابيلِ / يا شامُ / يا روضة الياسمينِ الأبيّ/ افتحي كلَّ حدائقكِ الآنَ / ثمَّ اكتبي سورة العِطرِ والنَّصرِ / في دفترِ الحُلمُ النَّبَوي.
تحملنا المجموعة النثرية ” قلقاً تطيرُ بي الفراشة” الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب عبر خمسة وثمانين نصاً على أجنحة الحبّ والشغف، نحلّقُ قلقين في فضاءات الشاعر صالح محمود سلمان لكننا حتماً نسمو معها حين نقرؤها / الفضاء الرحبُ ناولني يديه / فهل أعاكس رغبةً رفعت لواءهما معاً؟ / وأنا رقيقُ القلبِ/ مفتوحُ الشّهيةِ للعبور إلى جزائرَ/ خلف أحلامِ المراكبِ / لستُ مشتبهاً / وما أنا بالضَّعيفِ العقل/ باصرتي: فراشةُ روحي الظّمأى سمتْ / وأنا بما وهبتْ/ سموْتُ.

آخر الأخبار
توسيع العملية العسكرية في غزة.. إرباكات داخلية أم تصدير أزمات؟. "الذكاء الاصطناعي" .. وجه آخر  من حروب الهيمنة بين الصين و أميركا الجمعية السورية لرعاية السكريين.. خدمات ورعاية.. وأطفال مرضى ينتظرون الكفلاء مدارس الكسوة والمنصورة والمقيليبة بلا مقاعد ومياه وجوه الثورة السورية بين الألم والعطاء يطالبون بتثبيت المفصولين.. معلمو ريف حلب الشمالي يحتجّون على تأخر الرواتب تقصير واضح من البلديات.. أهالٍ من دمشق وريفها: لا صدى لمطالبنا بترحيل منتظم للقمامة ماذا لو أعيد فرض العقوبات الأممية على إيران؟ "زاجل" متوقف إلى زمن آجل..مشكلة النقل يوم الجمعة تُقّيد حركة المواطنين في إدلب وريفها الدولة على شاشة المواطن..هل يمكن أن يرقمن "نيسان 2026" ثقة غائبة؟ تعزيز الشراكة السورية- السعودية في إدارة الكوارث بين الآمال والتحديات.."التربية" بين تثبيت المعلمين وتطوير المناهج "العودة إلى المدرسة".. مبادرة لتخفيف الأعباء ودعم ذوي الطلاب "بصمة فن" في جبلة.. صناعة وبيع الحرف اليدوية إسرائيل تبدأ هجوماً مكثفاً على غزة المشاريع السعودية في سوريا.. من الإغاثة الإنسانية إلى ترسيخ الحضور الإقليمي أجهزة إنارة بالطاقة الشمسية في "أم باطنة" بالقنيطرة يعزز ارتباط الطلاب بوطنهم..التعليم الافتراضي لدمج التكنولوجيا بالتربية والتعليم "اليوغا".. رحلة روحية تزرع السلام الداخلي "وزارة الحرب" والرمزية التاريخية للتسمية.. استدعاء الماضي لتبرير الحاضر