هل نستطيع القول إن الأسرة السورية، راكمت خبرات جديدة في إدارة شؤونها، بعد تردي الوضع المعيشي والخدمي؟ وما اضطرت للجوء إليه من حيل وسلوكيات، لتستطيع الاستمرار بدخلها القليل، سيصبح فرصة لها عندما تتغير الأحوال نحو الأفضل مع بداية انطلاقة إعادة الإعمار.
لن أتحدث عن التحايل على الطعام واللباس والتعامل مع الأمراض والتوعك الصحي، لأنه فور توافر المال سنعوض ما فاتنا من نقص في الأغذية لنحافظ على ما تبقى من صحتنا وقوانا الجسدية، لكن أتحدث عن استخدام صفحات التواصل الاجتماعي، للبحث عن فرص عمل وتدريبات، ولعرض منتجات أنتجتها بعض الأسر، ومبادرات صغيرة للنقل، وتبادل الاحتياجات، وتعلم مهن، فالحاجة للحصول على خدمة عبر النت فرض على الكثيرين والكثيرات استخدام المزيد من الأدوات والتطبيقات على هواتفهم، وهذا مفيد إن استمرّ في الحصول على التدريبات وتعلم اللغات وغيرها، وستتعاظم الفائدة فور الخروج من هذا الواقع الصعب، يمكن فتح صفوف تعلم عن بعد بحرفية أكثر، ويمكن التوسع بعرض المنتجات، وتطور التحصيل الدراسي.
إن الكثير من التحديات التي فرضها واقع الحرب، تحولت إلى فرص عند شرائح متعددة، كالنساء والشباب، فالنساء خرجت للعمل بهدف الإعالة، والشباب توجهوا للسفر والعمل ومزيد من الإنجاز، ونفس الشيء يمكن لخبرات عيشة الحرب والفقر أن تتحول إلى فرص تحسن واقع الأسرة وتزيد مهارات أفرادها.
عين المجتمع – لينا ديوب