من سورية إلى ليبيا، مروراً بفلسطين المحتلة، وصولاً إلى العراق، هي أصابع أردوغان، وبصمات إجرامه واضحة، لا لبس فيها، بل هي غير قابلة للنقاش حتى، ولا يختلف عليها اثنان.
لطالما تلطى رئيس نظام اللصوصية التركي بالشعارات البراقة، وبحقوق الشعوب العربية، ومطالبها، ومصالحها، ليبرر أجنداته الاستعمارية العدوانية التوسعية، ولكن مشاريعه كلها اصطدمت وتكسرت على شطّ الصمود السوري، كما افتضح أمرها، وانكشفت مراميها، والحال كذلك أيضاً بالنسبة للشعب العراقي، والليبي، والفلسطيني، وكلّ الشعوب العربية والعالمية.
لم يكتف الإرهابي أردوغان بسرقة ونهب الثروات النفطية والمحاصيل الزراعية السورية، ولا باحتلال جزء من الأراضي السورية، وإقامة قواعد غير شرعية فيها لدعم تنظيماته الإرهابية، في إطار مشروعه الاحتلالي التوسعي، وهو أيضاً لم يستح عندما كان ينظر لساعات على المنابر الأممية، ويدعم الفلسطينيين كلامياً فقط، وتمثيلياً، بينما في الحقيقة كان يضع يده بيد القاتل الصهيوني، ويبارك له كلّ اعتداءاته الدموية، بل بلغت به الفاشية الإجرامية إلى حد أن يفتتح سدّ “إليسو” الذي يعتبر الأكبر على نهر دجلة، متعامياً عن سابق تصميم وتعمد عن حجم الكارثة التي ستحلّ على العراقيين بسبب هذا السدّ، وضارباً عرض الحائط بكلّ الأعراف والقوانين بين الدول الجارة.
هو حال الانتهازي العثماني الذي لم يكتف بنصب سدّ إجرامه على الأراضي العراقية، وإنما علق على عمله الإجرامي الجديد بالقول إنه “أفضل رد يمكن تقديمه لأعداء تركيا”، دون أن ندري من أعداؤه المقصودون؟، باعتبار أنه ينظر لتركيا على أنها محميته الخاصة له ولأسرته، فهل المقصود العراقيون؟!، أم أيضاً شريحة معينة من الشعب التركي المعارض لسياساته باعتبار أن هذه الكارثة أيضاً ستلقي بتبعاتها الكارثية على مناطق تركية؟!، أم يقصد بذلك كلّ المناهضين لمشاريعه السلبوية السوداوية التي جلبت الخراب والدمار إلى كلّ الديار التي وطأتها؟!.
مديرية الاتصالات بما يسمى الرئاسة التركية كشفت العام الفائت خارطة أظهرت تركيز نقاط تواجد عسكري احتلالي تركي في حوالي سبعة وثلاثين موقعاً داخل الأراضي العراقية وتشكيلها ما يشبه القوس، وتوغل بعضها في مناطق بعيدة عن الحدود التركية، ليتأكد المؤكد لنا جميعاً بأن هذا الواهم الأردوغاني من ذاك البائد العثماني، وسيكون لأطماعهما الدونكيشوتية نفس المصير، والأيام بيننا.
حدث وتعليق – ريم صالح