الاجتماعات واللقاءات والزيارات التي تحصل، والقرارات والبلاغات والتعاميم والتشريعات التي تصدر، تعكس جهداً وعملاً حكومياً واضحاً لايستطيع أحد نكرانه أو تجاهله، لكن بالمقابل فإن نتائج هذه الأعمال على أرض الواقع تجعل الكثير من المواطنين ينظرون إلى مايحصل ويصدر نظرة سلبية في معظم الأحيان بسبب المنعكسات السيئة التي تلحق بهم منها،ولدرجة أن نسبة كبيرة من الأشخاص الإيجابيين بالفطرة تحولوا إلى أشخاص (سلبيين)نتيجة هذا الواقع المؤلم.
مساء أمس وعند البدء بكتابة هذه الزاوية، ازدحمت في ذهني مجموعة مشكلات وقضايا لم يتمكن الجهد الحكومي من تحقيق النجاح المطلوب في معالجتها، واحترت عن أي قضية منها سأكتب وأعطيها الأولوية، وأصبحت أسأل نفسي السؤال تلو الآخر، ترى هل أكتب عن رفع الأسعار المستمر بشكل رسمي، وتأثيره السلبي على الأسواق لجهة شرعنة الفوضى وفلتان الأسعار من قبل الجشعين والمحتكرين من التجار؟ أم أكتب عن ضعف الرواتب والأجور والتعويضات للعاملين في الدولة وانعكاساتها الخطرة على حياة ومعيشة هؤلاء ومساهمتها في الانحراف والفساد الذي نشهده ؟.
أم أكتب عن الأزمات الخانقة التي يعيشها المواطنون مع الكهرباء والغاز والمازوت والكاز وجزئياً مع البنزين والنقل العام ؟ أم عن معاناة المصابين بأمراض مزمنة بسبب تقصير وتأخير الصحة والجهات المعنية في تأمين أدويتهم؟ أم عن الفقراء الذين لايستطيعون تأمين مستلزمات إجراء عمليات القلب والعظمية والعصبية وغيرها في مشافينا العامة التي لم تعد ملجأ للمرضى الفقراء ولا للمرضى من أبناء الطبقة الوسطى؟ أم عن تصاعد عدد المصابين بكورونا بسبب عدم التقيد بالإجراءات الوقائية اللازمة وضعف عدد الحاصلين على اللقاح ورفض أو تردد معظم المواطنين عن أخذه وعدم قيام الوزارة ومديرياتها والجهات ذات العلاقة بحملات وإجراءات من شأنها دفع المواطنين للحصول عليه قبل أن يحصد المزيد من الأرواح ويتسبب بالمزيد من الخسائر؟.
أم أكتب عن عدم نجاح الجهات المعنية في تأمين مستلزمات الإنتاج الضرورية للمنتجين بأسعار معقولة وعن فشلها إلى حد غير قليل في التسويق الداخلي للإنتاج وفِي تصدير الفائض منه لبعض الدول وبالأخص الحليفة منها؟ أم عن المشاريع الاستثمارية المتوقفة بسبب الروتين والفساد وعدم المبالاة عند من بيدهم القرار والتي يمكن أن تؤمن فرص عمل لمئات العاطلين عن العمل فيما لو تم معالجة أسباب توقفها أو عدم انطلاقها مثل مشاريع(معمل الأحذية الرياضية في يحمور-معمل دواء فينيقيا في ريف صافيتا-مزارع أسماك بحرية في الحميدية-مجمع المنارة السياحي الخ)؟.
أم أكتب عن واقع مرفأ طرطوس من كافة النواحي بعد التعاقد مع شركة روسية على تشغيله؟أم عن مشروع محطة المعالجة الرئيسيّة لمدينة طرطوس المتوقف لعدم استئناف العمل به من قبل شركة طهران ميراب الإيرانية علماً أن حجر الأساس وضعت له عام 2008 ونسبة التنفيذ لم تتجاوز 9% لتاريخه؟ أم عن بعض القرارات والظواهر الخطرة التي تفتك بالتعليم في بلدنا ؟أم عن وعن وعن و…الخ؟.
توقفت عن المتابعة وقلت بيني وبين نفسي ..هذه التساؤلات تكفي لزاوية اليوم والإجابات المنتظرة عليها قد تكون محور زوايا قادمة ..
على الملأ – هيثم يحيى محمد