* علّة التلازم بين العجائبي ونصوص التراث الإسلامي هي وقوع كلٍّ منهما على حافة الحقيقة، بين الممكن والمستحيل، أو بين الحقيقي وغير الحقيقي؛ ففي العجائبي ثمة حيرة أمام الحدث الخارق، بين تفسيره بما يُلائم نُظم الحقيقة الواقعية أو تفسيره بما يُخالفها. وفي نصوص التراث الإسلامي يبقى الحدث الخارق واقعاً بين (الممكن)، على اعتبار أنه لا يُعجز القدرةَ الإلهية، وبين (المستحيل) الذي يجعله خيالاً فحسب، لعدم وجود برهانٍ يُلزم وقوعه على الحقيقة. ويبدو ذلك واضحاً في احتواء النصوص على الجن والملائكة، واختراق السماوات، والمشي على الماء، والطيران في الهواء.
كتاب العجائبي والسرد العربي
(النظرية بين التلقي والتطبيق).
تأليف: دكتور لؤي علي.
* صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب الجزء الثالث من البؤساء
ضمن “المشروع الوطني للترجمة”، رواية (البؤساء – الجزء الثالث)، تأليف: فيكتور هيغو، ترجمة: زيادة العوده.
تصميم الغلاف: عبد العزيز محمد.
أنهى هيغو في أثناء سنوات النفي، ونشر في عام 1862 رواية طويلة جداً كان قد بدأها من قبل عام 1850، وهي (البؤساء)، وتحت هذا العنوان، أشار إلى ضحايا نظام اجتماعي يزداد عزمه أكثر فأكثر على إدانة قسوته وتعسغه.
إن (البؤساء) عمل أدبي كثيف إلى أقصى حد، وهو بالتناوب ساذج مثل قصة تربوية، ونابض بالحركة مثل رواية ومغامرات، وغنائي مثل اعتراف شخصي، وواقعي مثل دراسة للطباع الإنسانية. لكنه مستوحى من أوله إلى آخره من قصد اجتماعي، أراد هيغو أن يفضح: “الحطّ من شأن الإنسان عن طريق وضع البروليتاريا، والمرأة عن طريق الجوع، والطفل عن طريق العتمة”، وجان فالجان هو رمز الافتداء الذي جعلته نزعته المتفائلة ممكناً. وهو، إذ يستنير برأفة الأسقف المشرقة، يغدو بدوره، مبشراً وداعية، فيغيث فانتين، ويحمي كوزيت، ويساند ماريوس، ويعفو عن جافير، ويدافع عن البائسين الذي يكافحون من أجل انعتاقهم، ومن خلال هذه الشخصية الكبيرة، يُجسد الكاتب كل وثبات قلبه النبيل وآماله.
شغفت (البؤساء) جمهوراً واسعاً جداً، ويمكن عدّها رائعة الأدب المشبع بالإلهام شعبي الطابع، وقد شجع نجاحها فيكتور هيغو على تأليف روايات أخرى تتعاقب فيها الحوادث المؤثرة، والرؤى الآسرة، والاستطرادات إنسانية الاتجاه: عمال البحر (1866)، والرجل الضاحك (1869)، وعام 93 (1872).
رواية (البؤساء – الجزء الثالث)، تأليف: فيكتور هيغو، ترجمة: زيادة العوده، تقع في 574 صفحة من القطع الكبير، صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب2021