سياسة التصعيد.. مراهنة أميركية خاسرة

سياسة التصعيد التي تنتهجها الولايات المتحدة على مختلف الجبهات الدولية، تشير إلى أنها تمهد لمرحلة تصادم جديدة خلال الفترة القادمة، تهدف من ورائها لإعادة تثبيت هيمنتها على الساحة الدولية بعدما فقدت مكانها القيادي، وباتت محشورة في زاوية المنافسات الخاسرة على صعيد النفوذ العالمي، وهي تشحذ أتباعها الأوروبيين ليكونوا رأس الحربة في أي مواجهة محتملة مع من تعتبرهم أعداءها وخصومها الدوليين، لتجنب نفسها تبعات أي فشل سياسي أو عسكري.

التطورات المتسارعة في حوض البحر الأسود، وما يشهده من تكثيف للأنشطة العسكرية الغربية تحت ستار المناورات والتدريبات، وما يتخللها من عمليات إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة لتأجيج حدة التوتر بالقرب من الحدود الروسية، توضح أن واشنطن وذراعها “الناتو”، قد وضعا روسيا على قائمة الاستهداف في هذه المرحلة، في مسعى واضح لمحاولة امتداد الناتو شرقاً، رغم كل تحذيرات موسكو من مغبة كسر خطوطها الحمراء، وهذا نسف لكل آليات الحوار والتفاهم بين الجانبين، ومن شأنه وضع حالة التوتر السائدة على حافة الانفجار، وهو مسعى أميركي لتطويق روسيا بالمزيد من الضغوط السياسية والعسكرية، ولكن النتائج لن تكون بالضرورة لمصلحة الحسابات الأميركية.

الاستفزاز الأميركي والغربي تجاه روسيا، يرافقه أيضاً تصعيد عبثي تجاه الصين لاستهداف أمنها وسيادتها من بوابة تايوان، أو البحر الصيني الجنوبي، إضافة للمحاولات المتواصلة للتدخل في شؤونها الداخلية لاسيما في “هونغ كونغ” و”شينجيانغ”، والأمر ذاته ينطبق على إيران، حيث تستبق واشنطن وأتباعها الأوروبيين جولة محادثات فيينا القادمة، بحملة ضغوط كبيرة مبنية على أكاذيب واهية، لمحاولة تحصيل تنازلات بشأن الاتفاق النووي، ومن الطبيعي أن تؤثر الردود الروسية والصينية والإيرانية في سياسة العداء الأميركي بشكل مباشر على الكثير من الملفات الدولية والإقليمية، فلكل دولة حساباتها الاستراتيجية والسياسية، وتسعى لتحقيق مصالحها، مع فارق أن الولايات المتحدة تلهث للحفاظ على سياسة الهيمنة الأحادية، بينما روسيا والصين وإيران تتمسك بقواعد القانون الدولي، والميثاق الأممي للحفاظ على عالم متوازن.

واضح أن أميركا تحشد حلفاءها، وتختار طريق المواجهة، بدل سياسة الحوار، ولكن لم يعد بمقدورها تغيير مسار التوازنات الدولية الحاصلة، وبات لزاماً عليها التعايش مع هذه التغيرات لحفظ مصالحها، وعلى الدول الأوروبية السائرة بركبها أن تعيد حساباتها، وتعمل لمصلحة شعوبها أولاً، فهي من ستدفع ثمن أي حماقة عسكرية محتملة قد تقدم عليها الولايات المتحدة ضد من تعتبرهم خصومها على الساحة الدولية.

نبض الحدث – ناصر منذر

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص