نعم .. تم تحرير أسعار السماد …
و رغم ذلك ما زال يشكل عاملاً مؤرقاً للفلاح وخاصة في الساحل بسبب حرمان شريحة كبيرة من الحصول عليه من المصارف الزراعية بحجة أن أراضيهم مشجرة ..!!
إذاً بات السماد يشكل حملاً ثقيلاً على الفلاح خاصة مع ترافق غلاء مستلزمات الإنتاج المكملة، الأمر الذي سيؤدي حتماً الى غلاء المنتجات الزراعية ..
أما الذي يدفع الثمن في كل دورة إنتاجية فهو الفلاح والمستهلك…!!
الفلاح يبيع إنتاجه في كثير من الأحيان بأقل من سعر التكلفة بينما يحصد الوسطاء جهد الفلاح وتعبه على مدار عام كامل و” بصفقة” واحدة… بينما يصل هذا الإنتاج الى المستهلك بأضعاف السعر … !!
و رغم محاولة كسر هذه الحلقة الاستغلالية الظالمة من قبل الجهات التنفيذية عبر إحداث أسواق شعبية ” من المنتج الى المستهلك ” إلا أن يد التجار والوسطاء استطاعت اختراق هذه الأسواق وتجييرها لمصالحها وبالتالي خرجت عن الهدف الأساسي الذي أنشئت من أجله ..
اليوم ومع بداية موسم الزراعة يجد الفلاح في الساحل نفسه محاصراً بقرارات عجيبة غريبة .. فهو مجبور على شراء السماد من السوق الحرة تحت ذرائع متعددة الجوانب وحجج أثبتت التجارب فشلها الذريع …
فشعار ” عام القمح ” الذي أطلقته وزارة الزراعة في العام الماضي لم يأتِ بالنتائج المرجوة، حيث تم توجيه السماد الى مزارعي القمح وحرمان مساحات أخرى لا تقل أهمية استراتيجية عن القمح، الأمر الذي أدى الى خسارة مركبة ..
حجة المصارف الزراعية أن هناك تعليمات بعدم تزويد الأراضي المشجرة بالسماد وحصر توزيعه فقط لأراضي ” السليخ” ..
عجباً …
ألا تدري وزارة الزراعة أن المزارع في الساحل السوري يقوم بزراعة القمح بين الشجر” للاكتفاء الذاتي ” والذي يشكل داعماً حقيقياً للاقتصاد..!
ثم ألا يحتاج شجر الزيتون والحمضيات وغيرها من الأشجار الى السماد أيضاً؟
سورية تحارب على أكثر من جبهة من سنوات طوال إلا أن الجبهة الأكثر خطورة الآن هي الجبهة الاقتصادية والتي تستهدف الاقتصاد ككل وتستهدف المواطن بلقمة عيشه ومستلزمات إنتاجه ..
بالأمس فقط اكتشفت وزارة الزراعة أن الاحتلال الأميركي يقوم بتوزيع بذار القمح في ريف الحسكة والتي أثبتت التحاليل عدم صلاحيتها.
من يتوقع غير ذلك .. هذا النظام الإجرامي الذي قاد الحرب الإرهابية على سورية وكان رأس الحربة في تدمير البنى التحتية و سرقة النفط والقمح السوري .. يأتي اليوم ليوزع بذار قمح للفلاحين بريف الحسكة ..
هل تحتاج الى كثير من العناء في التفكير بأن هذا النظام يهدف الى القضاء على زراعة القمح والذي شكل على مدى سنوات طوال أساس الصمود السوري بوجه المؤامرات والحصار ..
القمح السوري من أفضل السلالات في العالم وكانت من الدول المتقدمة بإنتاج القمح بما يلبي حاجتها وحاجة من يحتاج من الأشقاء العرب.. و كان هذا المحصول الاستراتيجي العمود الفقري ومحور الصمود…
نحن اليوم بأمس الحاجة الى قرارات تراعي حاجة الناس لتكون داعمة للاستقرار الاقتصادي وإعادة الثقة ..
ولأن الزراعة أساس الاقتصاد السوري وعموده الفقري يتوجب إعادة توجيه البوصلة بالطريقة الصح لتشمل كافة المنتجات الزراعية انطلاقاً من مبدأ التكافؤ بين عناصر الإنتاج وصولاً الى التكامل في عملية الإنتاج الزراعي وتحقيق المساواة والعدالة.
هنا فقط تتحقق المعادلة ونصل الى نتائج إيجابية على كامل المشهد الاقتصادي …
على الملأ – شعبان أحمد