الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
يقول عالم الآثار الفرنسي.. لكل إنسان متحضر في هذا العالم وطنان وطنه الأم وسورية أم الحضارات والأبجدية والزيتون ..يعني أشعة سورية الشمس في حروفها الخمسة بأطيافها المتماهية وألوانها الزاهية.. حيث كانت الكف القابض على سيف العرب الدمشقي الماهر الذي يدفع عنهم كل غائلة.. وسهمهم الضاربة وترسهم الذي يصد عنهم العاديات .ولأنها سورية أمعنا التوغل في أغوارها باحثين عن صفات أرض أنبتتنا رجالا ميامين.. وحملتنا عبقها في جيناتنا إلى زمن صاغته دماء شهدائنا حضارة و تاريخا .. بهذه الكلمات بدأ الكاتب محمد العلي محاضرته في ثقافي المزة بدمشق تحت عنوان “الثقافة وأثرها على المجتمع”
وأضاف.. إذا انطلقنا من مقولة ليس المهم أن نفعل ما نحب بل نحب ما نفعل لذا علينا أن نكيف الظروف الملائمة لإنجاز العمل الذي نقوم به .. بالتالي أهم ما يجب البدء فيه هو بناء الإنسان، فعندما بنت الصين سورها العظيم تم غزوه ثلاث مرات من خلال رشوة حراس السور ..لذا البناء الصحيح هو بناء الإنسان قبل بناء الأسوار.
نحن في زمن تغزونا فيه القنوات في عقر دارنا وغرف نومنا حتى يفرغ شبابنا من مضمونهم باتجاه الطرق المهلكة كالمخدرات وسواها. فعندما يتسلح الإنسان بالثقافة يتقي شر الحروب الناعمه التي تأتي من خلال الإعلام.
هناك ثقافة ترتقي بالمجتمع وثقافة تعود به للخلف..فالثقافة التي ترتقي بالمجتمع لا تؤخذ من وسائل التواصل الاجتماعي.. بل هي ممارسة وسلوك وقراءة وبحث عن المعلومة ومصادر الحقيقة لأن ثقافة التواصل الاجتماعي والفضاء المفتوح كثيرا ما تدس السم في العسل .وأحيانا يتم القضاء على الإنسان ثقافيا من خلال المفاهيم المغلوطة التي تصله.
مثال كلمة الشرق الأوسط التي أوجدت لإلغاء كلمة الوطن العربي ، والتي أصبحت تسمى بها أماكن ومحلات تجارية وغيرها .
وبين أن وسائل بناء الثقافة في المجتمع تعتمد على عدة عوامل منها :
العادات والتقاليد التي تنتقل من جيل إلى جيل.
الدين السائد في كل مجتمع يلعب دورا كبيرا في ثقافة أبنائه.
الأفكار المستوردة من الخارج بواسطة المهاجرين الذين عادوا حاملين أفكار وثقافة أماكن سفرهم .
العولمة والتواصل مع الثقافات البعيدة واقتباس جزء منها وجعلها من الثقافة العامة للمجتمع (مسلسلات -أفلام) فالثقافة تؤدي إلى تقدم المجتمع أو انهياره وتراجعه عن ركب الحضارات.
الثقافة الحقيقية ترتقي بمستوى الأفراد ورفع سويتهم وتحقيق الغايات ورفع مستوى الدخل، والمعيشة وتحقيق الرفاهية.
المثقف من يحترم القوانين ويحترم وطنه فكلما اتسعت دائرة الصواب تضيق دائرة الخطأ.
فالثقافة ترتقي بمستوى الكائن البشري إلى مرتبة إنسان.