الراهن المعيشي، بكل خفوته ألا ينفصل عن البعد الثقافي…سؤال لطالما طرحناه ونحن نعيش ظرفاً حياتياً يأسرنا…بل الأسئلة تضعنا في حيرة أكبر ونحن نقترب من المقارنة، ولكن من قال إن الحراك الثقافي ينفصل عن خلفيته…؟
ألا تبدو المشهدية الواقعية حين يعاد تشكيلها إبداعاً مهماً بقدر ما تنهل من الواقع..؟
وقد تصبح كحائط صد لكثير من شوائبه، الإبداع لا ينقيها فقط… إنه يعيد خلطها بمزيج روائي أو مسرحي أو سينمائي، يفتح العقول والأذهان على إمكانية إيجاد البدائل، وإغناء الحياة بطرق شتى حتى في أقسى الظروف وأصعبها..
بشكل عام الثقافة لا تنبت في التكرار أو الاعتياد …، بل يمكن لإرادة المبدعين أن تصنع من قلب الأزمات تجليات لا تنسى…
الثقافة حين تقترب من الواقع دون أن تناطحه أو تحاول الغوص فيه بسوداوية أو اجترار لا طائل منه، بل تحفزك وتعطيك منتجاً يهز روحك وفكرك ويحرضك على النهوض وعدم الركون، وركل كل الهزائم التي ربما شعرت بها في وقت من الأوقات…حينها تكون تقينا من التصدع وتأخذنا نحو ملامح يعيد كل منا تشكيلها بما يتلاءم ورؤاه الذاتية…
إنها تداعيات ثقافية يفرضها الحدث المهم الذي نعيشه حالياً…ونحن نتابع كل هذه الأنشطة الثقافية التي احتفت بها أيامنا الأخيرة …ننتعش لأنها لم تقتصر على المحاضرات والندوات، بل امتدت لتشمل مختلف الفنون البصرية من سينما ومسرح وموسيقا ورقص وفن تشكيلي….
كثافة الأنشطة وتوزعها الجغرافي على مختلف المدن والقرى السورية، يجعلنا ندرك أن الاستراتيجية السورية تعتمد حالياً في مختلف أنشطتها على أن تنعش ثقافياً أمكنة أخرى بعيدة عن التمركز الاعتيادي للثقافة الذي اعتدناه فيما مضى من الأوقات…
رؤية – سعاد زاهر