الملحق الثقافي:سعاد زاهر:
تغيرت معها ذائقتنا، وتغيرت صناعة الدراما في العديد من مفاصل التعاطي مع تركيبة العملية الدرامية، والهدف اعتماد أسلوب تسويقي جديد، توافق عليه المحطات العارضة…
كيف ولماذا اتجه المنتجون إلى هذه الصيغة، الأمر بدأ بعد انتكاسة الدراما السورية، عام 2011، الأمر الذي جعل المنتجين يلجؤون إلى طريقة لا تعتبر مستحدثة، إذ عشنا سابقاً مع بعض الأعمال المشتركة القليلة، قبل فورتها الأخيرة…
مع تزايد الإنتاج باتت المحطات الكبرى تعتمدها كوجبة رئيسية ليس في شهر رمضان، بل أيضاً خارجه، ومع انتشارها الكبير بدأت تفرض طقوس مشاهدة وتتغير أخرى رسخت في فترات حياتية سابقة، حين كانت العائلة تجتمع حول مسلسلها المفضل، مصغية تماماً له، لا تمسك بيدها سوى كأس من الشاي أو فنجان من القهوة ترافقهم نقاشات العائلة الحميمة …
اليوم مع مسلسلات أيقونتها الهيبة، أو ع الحلوة والمرة، أو خمسة ونص، الأخوة، …
نعيش مع حالة من التغيير الدرامي المدروس، نحو أفق لا ينذر بالخير، نصوص متشابهة، ممثلات جميلات قدمن من عوالم الجمال والأزياء في هجوم صاعق على الدراما، ليثبتن أن المنتج يبدل ويغير كما يشاء..بالطبع إلى جانبهن ممثلون سوريون معظم الأحيان يمتلكن الموهبة والقدرة على حمل العمل وحث المشاهدة على المتابعة…
ولكن إلى أين نقود المشاهد…؟!
بالطبع إلى عالم اللامعنى…إن الحالة الاستعراضية من إبهار، واهتمام شكلاني على حساب المضمون يجعل منها أعمالأً وقتية، لكن الأمر الذي يسترعي الانتباه أنها قادرة على جذب حشود المشاهدين رغم هشاشتها ، والسبب أنها تمتلك مقومات الجذب والتسلية وفيها اهتمام كبير بالمعاصرة..ولو كانت هذه الأعمال تسير جنباً إلى جنب مع أعمال أخرى ذات قيمة وتلقى الدعم والحظ التسويقي ذاته لهان الأمر…
لكن المشكلة هنا أنها تصدر وكأنها النوع الأهم، والأقدر على تشكيل وعي وذائقة جيل بأكمله…وإذا تعمقنا في النتائج التي أفرزتها بعد عقد كامل، لانتبهنا إلى أنها أحد الأسباب التي شاركت في تخلخل الذائقة الدرامية، التي باتت تحتاج اليوم إلى إعادة تهيئة لنفتح شهيتها من جديد على نوعية درامية همها الدرامي يخرج من نمطية السوق الدرامية التي بتنا ندرك من يقدها وكيف تتشكل…!
التاريخ: الثلاثاء7-12-2021
رقم العدد :1075