هي نكتة سياسية فجة و مثيرة للسخرية والتندر تلك التي تطلقها واشنطن وتعومها على سطح المشهد الدعائي بدعوة 110دول تم فرزها على مقاييس الخنوع والتبعية لها والتماهي مع مشاريعها الاستعمارية، ووفق ما ترتضيه ميولها الإقصائية والعنجهية للمشاركة في ندوة افتراضية لاستعراض النموذج الديمقراطي الأميركي الغارز في التمييز والعنصرية.
أن تصدق أكاذيبك وتسوق لها وتنتظر تصفيق وتهليل الحمقى أشد سوءاً من أن تكذب على غيرك ..ذلك هو حال إدارة بايدن في مهرجانه الديمقراطي البهلواني .
ليس فقط الدعوة لقمة عن الديمقراطية تحاضر فيها الإدارة الأميركية بحقوق الإنسان التي تنتهكها في كثير من الدول وتفرد خلالها مساحات للدجل والرياء على منابر الأكاذيب ومنصات الخداع فقط ما يثير الاستهجان والتندر، بل إدراكنا إلى أي منحدرات لا أخلاقية ولا إنسانية تمعن إدارات الببت الأبيض بالانزلاق عبر المجاهرة بقبح الادعاءات وتجميل الممارسات والسلوكيات المنحرفة عن سكة الشرعية الدولية بمساحيق نشر الديمقراطية وسلام الشعوب!!.
أميركا توظف منهزم الديمقراطية سياسياً وتفصل معاييره على قالبها وتقوم بتقييم الدول “ديمقراطيا” وختم سلوكها بختم الرضا الأميركي و بناء على فرز أساسه التبعية والارتهان والولاء للعم سام الذي يغزو الدول وينهب مقدراتها ويستبيح حقوق مواطنيها وأمانهم لنشر تعاليم ديمقراطية الإرهاب والخراب ودس سموم الحريات في طبخة الأطماع، فهل هناك فجور وصفاقة سياسية أكثر من هذا الذي تمارس طقوسه أميركا على الملأ الدولي ؟.
قذى الإرهاب في العيون الأميركية لن تخفيه هذه الجلبة الدعائية لديمقراطية مفقودة فالتاريخ الأميركي متخم بالفظاعات الوحشية وسجلها “الديمقراطي” يقطر دماً وإرهاباً ، وبايدن الذي يحاضر في الديمقراطية الهزلية لا يغرد خارج سرب من سبقوه من حكام أميركا بافتعال أزمات وتأجيج حروب فهذا مناخ واشنطن المفضل للهيمنة وتوسيع رقعة التسلط ولو على حساب دماء الشعوب واستقرار الدول.
كفى أميركا نفاقاً وتسطيحاً للمفاهيم واستثماراً دنيئاً للدواعي الإنسانية ..فنحن نحترم عقولنا وموقنون أنها داء الإرهاب المستشري عالمياً.
حدث وتعليق- لميس عودة