من خلف الستائر الإعلامية والتنجيم السياسي قد تظهر نيات الرئيس الأميركي جو بايدن في سورية.. خاصة أن سيد البيت الأبيض منذ أن دخل مكتبه البيضاوي ابتلع لسانه وسد أذنيه عن تطورات الملف السوري حتى ظن البعض أنه يعاني من التوحد السياسي فيما يخص الحرب على سورية.. فلا تصريح أو تلميح حول الاستراتيجية الأميركية في احتلالها للشمال السوري حتى ظن البعض أن بايدن أضاع خارطة كنز ما في الحزيرة السورية.. أو تجمد كتمثال وفزاعة في حكايات الأطفال..
ماذا يريد بايدن في سورية.. هو السؤال الأحجية الذي لا تريد واشنطن الإجابة عنه.. وهذا طبيعي بحكم الخبث الديمقراطي خاصة إن أفصح بايدن عن النية فليس من العادة السياسية أن تكون الحقيقة في تفاصيل ما يقول ولكن..
ما يقوله معهد واشنطن قد يكون الأقرب للسلوك الأميركي.. فالدراسة تجد أن بايدن ليس مهتماً بما كان يريده ترامب، وقد يكون لا يعرف أهداف سلفه أصلاً.. والأكثر من ذلك أن الرئيس الأميركي لا يهمه القرار ٢٢٥٤ الذي قرعت به واشنطن والغرب أبواب الحرب والحصار على سورية بحجة الحلول السياسية..
بايدن ليس مهتماً سوى بالبقاء في التنف وغرس القدم الأميركية الهمجية في سورية للإطلالة على المنطقة من أهم المواقع الجيوسياسية.. فهناك في التنف يرضي بايدن “إسرائيل” بقطع الطريق على التقاطع الخطر بالنسبة “لتل أبيب” ما بين سورية والعراق وإيران وبأقل التكاليف البشرية والمادية.. هكذا يبني بايدن أحلامه في رمال التنف.
نعم إن الاحتلال تحت راية مكافحة “داعش” والديمقراطية لا يكلف واشنطن سوى صياغة الكذبة، أما تصديقها من الكونغرس والأمم المتحدة فيكلف الشعوب دماء ودماراً للبلدان..
البقعة الساخنة -عزة شتيوي