الثورة – خلود حكمت شحادة:
أبجد هوز حطي كلمن ..ترنيمة أولى طالما سمعناها من آبائنا وأجدادنا.. هي خطوتهم الأولى في تلقيهم حروف العربية وتحفيظهم القرآن الكريم.
طالما افتخروا بها وأعادوها على مسامعنا يوم بدأنا نخطو نحو الأبجدية الصحيحة وليس تلك اللهجة المحكية التي تختلف من منطقة لأخرى حتى كدنا نبحث عمن يوضح المعنى من لفظ معين.
احترام اللهجات وبساطتها لايعني الابتعاد عن لغتنا العربية وتاريخ أبجديتنا وهنا يحضرني سؤال لماذا ناطق العربية من غير العرب يستخدم الأبجدية الصحيحة بحروفها ومعانيها ويتلقاها ويتقبل صعوباتها في حين نحن اليوم نتراسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل ونكتب بلسان الحال واللهجات المتداولة مبتعدين عن الفصاحة العربية.
البلاغة والفصاحة كانت إحدى أهم بنود الريادة الطليعية التي نتسابق إليها ونبتسم لسماعها من ثغر طفل، هل ساقنا الزمان إلى متاهة الحروف.
لماذا اتجه أغلب شعرائنا اليوم للكتابة المبسطة وأوزان تحتاج لإعادة صياغة وتأهيل في حين بحور الشعر كثيرة طويلها وقصيرها.. وافرها بسيط.
في المرحلة الابتدائية سابقاً حينما كنا اطفالاً استمتعنا بقصائد موزونة بسيطة المعاني هدفها واضح ولحنها ظاهر فيها من الفائدة والمتعة والدقة وحروف العربية مايكفينا لتكون رصيدنا اليوم.
هي دعوة في اليوم العالمي للغتنا العربية لنعود إلى مناهلها ونبحث عن أبي الحروف ضمن السطور لنراجع ونستخلص تلك الشوائب التي دخلت عقولنا قبل صفحات كتبنا ودفاترنا وتبقى “الأبجد هوز” أغنية يسمعها أطفالنا ويرددونها ليس في يوم لغتنا بل في كل يوم.
اللغة تاريخ وحضارة علينا الحفاظ عليها بحكاياتنا وأهازيجنا في سلامنا وكلامنا، لغتنا العربية هي قوة للوحدة وتبادل المعرفة والحوار، لتجديد التزامنا بقيمنا وتعزيز علاقاتنا الإنسانية.. كل عام ولغتنا بخير.