الثورة- غصون سليمان:
علمتنا العربية ان نكون أسياد الحرف، وعلمتنا الصورة سعة النظر ودقة الحدث، وعلمتنا الفصاحة ان نخوض المعارك الفكرية دون وجل .
في يوم اللغة العربية تحتفي الأنواع الأدبية بجلالتها فهي كانت ومازالت سيدة المقال والبيان وزنا وقيمة وجمالا.
فالعربية لسان فصيح لمن يتقنها وسفير حقيقي يعبر من خلاله الآفاق والمنابر والمجالس .
وفي ايامنا هذه ومع انتشار عدوى اللغة المتكسرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي شوهت قواعد اللغة وما تعنيها من عمق الفهم والتوازن الصحيح،لطالما السباق بات كيفما كان بين الصغير والكبير الجاهل والمتعلم كل يخط سطره بشكل سماعي للحرف دون مراعاة لسلامة القواعد وعذوبة لحن اللغة.
وهذا شيء طبيعي على مايبدو حين يتساوى على المنابر الافتراضية وعبر الفضاء الازرق، ألوان الحبر ممن يعلمون او لايعلمون ،مهتمون أو غير مهتمين ،حيث اختلطت خريطة اللغة بحروفها حسب كل شخص وذخيرته المعرفية، وفي حالة اختلاط الحابل بالنابل تضيع المعايير كما المفاهيم.
وبالتالي فإن الدور الاكبر يقع على معلمينا ومدرسينا لاسيما في المراحل الدراسية الأولى من خلال التركيز على جمالية اللغة العربية واتقان قواعدها حفظا وكتابة ،مع التأكيد على التحدث بالفصحى كلغة جامعة للهوية والتراث.
إنٌ شعار تمكين اللغة العربية الذي اصدرته القيادة منذ سنوات يجب ألا يخضع لحالة موسمية بل يكون حالة مزدهرة ومستمرة على جميع المستويات وعلى مدار العام .وهذا مانراه من خلال مسابقات القصة والشعر والقراءة والتعبير التي تقيمها الهيئات والمؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية.
كما ان للأسرة الدور الأكبر في هذا السياق، فهي المعلم الأول لأطفالها وابنائها فإن أحسنت تربيتهم لغة وسلوكا من خلال الرعاية والاهتمام والتوعية نكون قد قطعنا شوطا واسعا بترميم حياة الجيل بشكل افضل نحو المستقبل.
ولغتنا العربية كانت ومازالت هي عنوان وجودنا، حاضرنا ومستقبلنا ، أحلامنا وتطلعاتنا.