صفحة جديدة من اجتماعات (استانا) بنسختها السابعة عشرة طويت، وتنفيذ مخرجاتها والالتزام بالبنود المطروحة رهين بالتزام النظام التركي الذي يغمز من قناة إرهابييه في الشمال، ويماطل بتنفيذ المدرج على جداول الاتفاق.
فعلى مدى الجولات الـ17 لـ (أستانا) كان طريق الدولة السورية إلى اجتماعاته معبداً بصدق نياتها ومسؤوليتها الوطنية العليا ، وإرادة التوصل إلى حلول لم تغب عنها الثوابت الوطنية المتمثلة بحفظ وحدة وترابط الجغرافيا السورية ودحر الارهاب كمسلمات وعناوين ثابتة، وعدم السماح بمصادرة القرار الوطني أو طرح إملاءات خارجية يرفضها السوريون لأنها تسلب استقلالهم السيادي وتبيح تمريراً لأجندات أعداء الشعب السوري، في الوقت الذي ناور فيه النظام التركي الضامن للفصائل الإرهابية في الشمال السوري كثيراً وخرق مع ارهابييه الاتفاق مراراً وتكراراً.
تأمين الشمال السوري مفصلي في أبعاده الاستراتيجية، فمن خلاله ستتهاوى مشاريع استعمارية وتنسف مخططات اقتطاعية، لذلك يستميت آردوغان وزمرة إرهابه لمنع استكمال الإنجاز السوري فيه الذي من خلاله ستترسخ الخطوط الحمراء و ستكتب الدولة السورية أبجدية صون وحدتها الجغرافية وتسور حدودها وتغلق بوابة الإرهاب الشمالية التي فتحتها أنقرة على مصراعيها ومنها كان الشريان التركي ممدوداً للارهابيين دعماً عسكرياً واسناداً وتمويلاً لأكثر من عشر سنوات.
كلنا يقين أن حبر الميدان سيرسم بأقلام إنجازاته إرهاصات المراحل القادمة ويفرض الرؤى التي أثبتت صوابيتها في معارك المواجهة الميدانية والسياسية بحكمة ومقدرة نوعية، فالدولة السورية تعمل على خطين متوازيين الأول محاربة مستمرة للإرهاب، والثاني سياسي انطلاقاً من أن كل اجتماع يخدم المصلحة الوطنية السورية مهم، فالحلول المستدامة لإنهاء الحرب الإرهابية وتحرير كامل الجغرافيا السورية وتجاوز مفخخات الحصار الغربي الأميركي الجائر، ستصوغ بنوده الدولة السورية بحكمتها المعهودة ونجاعة استراتيجيتها وصمود أبنائها وبسالة جيشها.
حدث وتعليق – لميس عودة