الثورة – عبير محمد
اختلف الأمر حين دخلت مع صديقتي ، وأبناؤنا الأربعة…نسينا الأجواء الشتائية خارجاً، واندمجنا في مشهد موسيقي، عنوانه هذا العام “دفا الميلاد” أصر فيه الموسيقي حسام بريمو من خلال جوقة لونا للغناء الجماعي وأوركسترا ندى، على إعطاء الأعياد نكهة خاصة، بمشاركة (150) مغني وموسيقي من مختلف الأجيال…
وقفوا جنبا إلى جنب…لنرى كيف يتحول الزمن إلى معطى إيجابي تشترك فيه الأجيال لتتقن فن استثمار الحاضر، وهل أكثر من الموسيقا لغة تبهج أرواحنا، وتعطينا شذى الفرح ونحن نقترب من وداع وقت لن يتكرر.
ما أن بدأت الحفلة ومع أني حضرت بروفاتها مرارا باعتباري اعتدت على اصطحاب ( اولادي) إلى بروفات الفرقة ، إلا أن كل شيء تبخر في دار الأوبرا، في تلك القاعة الرئيسية التي توهجت أضواؤها وبدت في مشهد لا ينسى ونحن أمام كل هذا الحشد الغنائي الذي تمكن بريمو من قيادته لنصل على سوية مميزة، تضج ابداعا…
كانت الفرقة تنتقل بسلاسة من أغنية إلى أخرى بروح اشتغل عليها “بريمو” بإتقان، وحين استمعنا فهمنا سر إصراره على الالتزام والدقة في المواعيد…
أخذتنا تلك الأصوات في جولة معها من العربية إلى الإنكليزية، والفرنسية والأرمنية والسريانية، وتحت مظلة “لونا للغناء الجماعي” غنّت جوقات “سنا” للأطفال دون الـ 6 سنوات، و “ألوان” من 7 حتى 13 عاماً، و “ورد” من 14 إلى 18 عاماً، و “قوس قزح” بمغنّيها الاحترافيين، فكانت حصيلة الأمسية ثلاثين أغنية عالمية تضمّنت معانٍ سامية عن ميلاد طفل المغارة، وأخرى مليئة بالفرح والحب، كما يليق بالمناسبة التي تختزل معاني التسامح والسلام…
نظرت إلى وجوه أهالي المشاركين، رأيت فخرهم بأبنائهم وسعادتهم التي لاتوصف، جميعنا شعرنا في قرارة أنفسنا انه لا شيء يعادل استثمارنا لوقت لن يعود يوماً..استثمار سيشكرنا عليه أبناؤنا دائماً…
خرجنا من تلك الأمسية…ولايزال صدى الأغنيات يتردد في آذاننا…
من قال أن الأوقات الصعبة تلين على وقع ابداع ينمو يوميا حين يكون استثماره مع الأطفال.